قصيدة : لا شيء!
(ماذا اعتراك؟ حديثٌ عنك يروونهْ!
مستيئسا، وجريحَ القلبِ مطعونَهْ
ماذا اعتراك؟ علاك الحزن مضطرِمًا
وصِرتَ مثلَ فِراخ الطيرِ مسجونةْ)
لا شيءَ، لا ، لم تصبني قطُّ كارثةٌ
(إذن، علامَ مآقي العين مشحونةْ؟)
نعم، هناكَ وراءَ الأُفْقِ مَلحمةٌ
للقلب، يذكُرها طيرٌ وزيتونةْ
فلانةٌ خطفت قلبي بنظرتها
في غدوةٍ، كصفاء البحرِ، ميمونةْ
(هل كنت تعشقها؟) ما كنت أعشِقها
ولم تكن بيَ يوما قطّ مفتونةْ
(صدقا تقول؟) نعم، لا، ربَّما اضطربت
دَقَّاتُ قلبيَ يومًا غيرَ موزونةْ
أو ربما بقيَتْ أعْقابَ طائفِها
قصائدٌ كديارٍ غيرِ مسكونةْ
(صِفِ الملامِح) لا أدري، فقد طلَعَتْ
في لحظةٍ سَلَبت للقلبِ مخزونَهْ
أبْصَرتُها بفِناء الدَّار واقفةً
وبعد ذلك.. غلَّ الحبُّ (مجنونَهْ)
فلستُ أذكر شيئًا من ملامحها
إلا مَشاعر طُهرٍ شبه مجنونةْ
(كم قد مضى؟) عدَدٌ من القرونِ مضت!
أو ساعَةٌ بصباحِ الأمسِ مقرونة
(ماذا ستصنع؟ لا ذكرى ولا أمَلٌ)
لا شيءَ! تبقى بعمقِ القلبِ مكنونةْ...