الجلوس مع الكبار لا يخلو عن فائدة
الجلوس مع الكبار لا يخلو عن فائدة، وثروة تنور مستقبلك، ولا سيما مع كبار الأسرة، فإنهم دوما يشتاقون الحديث مع أولادهم، وأحفادهم، ولقد جربت ما أكتبه الآن عمليا، فعضضت أصابعي تأسفا وحسرة ما فات مني من الوقت الذي لم أجلس مع الكبار لأجل الاشتغال بالعلم أو بأمور حالت بيني وبينهم، لكنني عزمت بأنني أجلس مع كبار أسرتي مثل جدي وجدتي، وأستفيد من أحاديثهم وتجاربهم قد مروا بها.
وفي العطلة لما سافرت إلي البيت جلست مع جدي ومع جدتي أيضا، (أسأل الله أن يمد ظلهما علي وعلى أسرتنا جميعا) فتحدثت معهما بحب واحترام وكنت أذكرهما ماضيهما، فرأيت دموع الفرحة والسرور لم أسبق لي رؤيتهما من قبل.
فأرجعتي دموعهما ذكرياتي إلي ماضيي أنا، حتى سارحت في فكرة بأن كم من الكبار يتمنون الجلوس مع أولادهم وأحفادهم لكن الأسف أنهم لم يجدوا فرصة لقائهم فضلا عن الحديث معهم.
ويؤسفني أن أقول :إن نظام الأسرة الحالي يختلف عن نظام الأسرة في الماضي ، ولقد أوصلتني نتيجة مقارنة بين الأسرتين أعني في زماننا الحالي وفي زماننا الماضي إلى نقاط تالية:
- قديما كانت الأسرة كبيرة حيث تسكن في بيت واحد، يضم جميع أفرادها، لكن بتغير الزمن والأحوال اختفت تلك الأسرة التي تشتاق عيوننا البحث عنها، لكن بلا جدوى، فظهرت الأسرة الصغيرة التي تضم الزوج والزوجة والولد أو الولدين.
- قديما كانت العلاقة بين أفراد الأسرة قوية إلى درجة لا تتصور، فيكون جلوس الأسرة الكاملة معا في أيام الشتاء أمام الموقد ليصطلوا وأيديهم متمسكة بأكواب الشائ والحديث يدور فيما بينهم بالمحبة والود والاحترام، لكن تلك العلاقة الآن أصبحت ضعيفة ، فقد أصبح الآباء يقضون معظم الأوقات في أماكن العمل، ولا يرون أطفالهم إلا قليلا، لأنهم يخرجون في الصباح، ويتركونهم نائمين، ويرجعون مساء فيجدونهم نائمين، ومن ناحية أخرى يغادر الأولاد البيت في الصباح الباكر إلى المدرسة، ويرجعون في المساء فتبقى الأم في البيت وحدها معظم الوقت.
- قديما الرجال كانوا يعملون والنساء كن يعملن أمور البيت، فمسئولية البيت على أكتافهن، لكن الأمور انقلبت تماما ، ففي الماضي لا تخرج المرأة من بيتها إلا للضرورة، لكن اليوم فقد تغادر بيتها في الصباح، ولا ترجع إليه إلا في المساء، فعند ما ترجع تكون متعبة، فلا تقوم بعمل البيت من نظافة وإعداد الطعام، ولا تجد وقتا للجلوس مع أطفالها، أو زوجها للحديث في أمور الأولاد والبيت.
التوصية:
- يجب علينا إحياء مجالس مع كبار أسرتنا حتى ندخل الفرحة والبهجة في قلوبهم.
- ونمضي معظم الأوقات الفارغة مع الجد والجدة والأب والأم والزوجة والأولاد جميعا، ونحاول أن نجمعهم جميعا في مجلس واحد، ونشاركهم في حديثنا نحن.
- نجتنب عن استخدام الجوال والحاسوب أو أمر يبعدنا عن أحاديثهم، بل يجب علينا الابتعاد عنها نهائيا ولا سيما أمامهم.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يطيل بقائهم وأن يمد ظلهم جميعا علينا، وأن يوفقنا لخدمتهم. آمين.