حادثة بورما تخبرنا كيف يظهر الله قوة الإسلام في حال المظلومين
الحمد لله، الحمد لله الذي خلق السماوات و الارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون.
أشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنّ سيّدَنا محمَّدًا عبْدُهُ ورَسولُهُ. صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آله وأصحابه وأتباعه و أزواجه وذريته وأهل بيته أجمعين، وبارك وسلم تسليماً كثيراً كثيراً.
أما بعد! فقد قال الله تعالى: {الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الكاذبين.}
أحبتي في الله!
وإخواني في العقيدة والايمان!
إن ما يحدث للمسلمين من بلاد "بورما"، في هذه الأيام، على أيدي جماعة البوذيين، المتطرفين المتشددين ؛ إنه من أبشع المذابح، وأفظع المجازر، التي عرفها التاريخ البشري، والتي تَتَعفَّفُ من ارتكابها الوحوش الضاريات، والتي تَأنَفُ من إتيانها الحيوانات المفترسات.يُقتَّل الرجال والشيوخ ويُذبَّح الأطفال الأبرياء الصغار، وتُغتصَب النساء العفيفات الشريفات. الله اكبر! الله اكبر!
يا له من ظلم! و يا له من اضطهاد!الله اكبر!
يا له من تعذيب وتشديد! وياله من تضييق وتنكيل!تُفْقَأُ العُيونُ، وتُبْقَرُ البُطونُ،
وتُقَطَّعُ الأوْصالُ، وتُمزَّقُ الأَشْلاءُ،جَرائِمُ وَاعْتِداءات، قد تَجاوَزَتْ جميعَ الحدودِ والثُّغورِ، و فَاقَتْ حُسْبانَ الحاسبِيْنَ، وخيالَ المُتخَيِّلِين، وتَصوُّرَ المُتصوِّرِينَ. وما جريمتُهم وما ذَنبُهم سوي أنهم يقولون "لا إله إلا الله" قال الله تعالى: وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله...... شهيد......................هذه هي أحوالُ المسلمين في بلاد بورما، الحزنُ في قلوبنا، و الألَمُ في صدورنا، و القلقُ و الاضطرابُ في اذهاننا؛ و لكن لابد لكم أن لا يتطرَّق الى قلوبكم الياسُ والقنوطُ، ولا يَتَسَرَّبَ إلى أذهانِكم التشاؤمُ، وسوءُ التفاؤلِ، وسوءُ الظنِّ بالله، و سوءُ الظنِّ بقوة الإسلام؛ لأنّ هذا من عادةِ اللهِ تبارك و تعالى، و من شأنِ الله تبارك وتعالى، ومن سُنةِ الله تبارك وتعالى، أنه في بعض الاحيان، و في بعض الاوقات، و في بعض المرات، يُظهِرُ مَظاهِرَ قوةِ الإسلام، و يُبرِزُ مَلامِحَ عظمةِ الاسلام، ويُبْدي مشاهدَ شأنِ الاسلام، في احوال عباده الضعفاء المستضعفين، المنكوبين البائسين المظلومين،ألم تُشاهِـدوا أحْوال المسلمين من بلاد بورما، على شاشات التلفزيون، و عَبَرَ الهواتف الجوالات؟ ألم تُشاهِدوا كيف تختار جماعة البوذيين المتطرفين، شتّى المناهج، في التعذيب و التنكيل؟و كيف يتفننون، وكيف يتنوعون في طُرُقِ التشديد والتضييق؟
إنهم أرادوا مَـحْوَ عقائدِ الإسلام مِن صدورهم ، وانهم ارادوا إِخْضاعَهم لِأُمورِ الكفر و الشرك، وانهم ارادوا أن يجعلوهم مرتدين على اعقابهم.هناك اتوقف انا، وأُوَجِّهُ اليكم سؤالاً!
هل نَجحُوا في نَيلِ مقصودهم؟
وهل أفلحوا فى تحقيق منشودهم؟
فكان جوابُكم لا. نعم! أيها الإخوة! إنهم تَحَمّلوا جميع التعذيبات، وجميع التنكيلات، ولكن لم يُودِّعوا هذه الحياة، ولم يُفارِقوا هذه الدنيا، إلا على كلمة التوحيد "لا إله إلا الله "هذه هي قوة الاسلام!
وهذه هي جاذبية الإيمان!
وهذه هي حلاوة التوحيد!
وهذه هي بشاشه الإيمان و اليقين.. إن هذا الأمر قد جَدّدَ ارواحَنا، و نَشَّط ارواحَنا، و ثبَّتَ قلوبنا، و ثَلَّج فؤادنا. ..........من هنالك، انا اُعلِنُ بكل قوة وجراءة، و بكل وضاحة وصراحة، مفتخراً بقوة الاسلام، و معتزاً بعظمة الإيمان، أنا أُعلِن، و أُريدُ أن تكونوا معي في هذا الاعلان، اعلاناً صادقاً غيرَ مُكذَّب، اعلاناً صادقاً غير مكذوب. أنا أُعلِنُ وأخاطِبُ دولة بورما خاصة، وجميعَ دول العالم عامّة:يا دولة بورما!
ويا دول العالم المعادية للاسلام و المسلمين!عندكم القوات و الطاقات!
و عندكم المدافع و الدبابات!
و عندكم القنابل و القاذفات!
و عندكم البنادق و الرصاصات!
و عندكم الاسلحة الفتاكات!
و عندكم الوسائل والآلات!
و عندكم كذا وكذا!
و عندكم كذا وكذا! و لكن مع ذلك كله،
و لكن مع ذلك كله،
لم تتمكنوا من استخراج حلاوة الايمان من قلوبهم،
ولم تتمكنوا أنتم مِنَ اسْتِخراج بشاشة الايمان من صدورهم.هذا فشلكم، وهذا إخفاقكم، فلا بد لكم أن تعترفوا بانهزامكم في هذا المجال، وضُعفِكم وقصورِ باعِكم إزاء قوة الإسلام. قال الله تعالى : يريدون ليطفئوا نور الله........ ولو كره المشركون. أقول قولي هذا....
....... ........ ...... ...... ......
خليل أحمد لولات الندوي
المدرس بدار العلوم، كرمالي، بروص، غجرات.