4 أشهر مع جماعة هدفها رضى الله ورسوله

     لا يخفى أن مركز رائيوند في باكستان يقوم بتشكيل وإرسال الدعاة إلى مشارق الأرض ومغاربها، يتكلمون مع الناس عن عظمة الله عز وجل وقدرته وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدعون غير المسلمين إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، غير أن أجرهم من الله يدفعون من أموالهم الخاصة مع العلم أن بعضهم فقراء لكن لم يعرفوا الكسل والخمول.

     كان اليوم حارا والسماء صافية والجسد يتصبب عرقا، وأنا جالس في السيارة استعداد للذهاب إلى القرية، منتظرا لأمي الغالية، فها هي صفرت الساعة فبدأت السفر ناظرا يمينا ويسارا من بين زجاجات نوافذ السيارة الأراضي المخضرة، تغمرها الماء.

      فلما وصلنا إلى القرية فأخبرت أن هنالك جماعة جاءت لثلاثة أيام وقد أنهت مدتها المقررة، وانتقلت إلى  قرية أخرى، فوقفت مدهوشا كيف سمح لها سكان قريتي بالدخول إلى المسجد فضلا عن المكث فيه مدة ثلاثة أيام، لكني تمالكت نفسي وتجرأت بتوجيه السؤال إلى من كان يخبرني عنها، فباشرني بإجابة " لست أدري" فحمدت الله سبحانه وتعالى داعيا أنه عزوجل أدخل الود والمحبة في قلوبهم وأبعدهم عن معارضتهم، فازداد شوقي لتفقد أحوال تلك الجماعة، فنفد صبري.

     فما إن سلمت جدي حتى استدعيت أحدا قضى ثلاثة أيام مع الجماعة، فتفقدت أحواله فأخبرني أن تلك الجماعة تضم بعض الضيوف أيضا، ومن أولئك أحدهم كان يملك ثلاث شركات والثاني كان يملك خمس مائة ايكر أراضي في بلوجستان،

     لا تسيئ الظن في ولا تتسرع الحكم علي، فإن قصده بأنه رأى صاحب ثلاث شركات يغسل مرحاض المسجد والذي كان يملك خمس مائة ايكر اراضي فكان يكنس أرضية المسجد، فقال:  أدهشني تصرفهما، فقلت له : لا تتجب فإن الدنيا مليئة بالعجائب والغرائب إن خرجت لأربعة أشهر، فإنهم لا يقومون بمثل هذه الأعمال إلا لهم هدف خاص، وهو إرضاء الله سبحانه وتعالى واتباع النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل نشر دينه وإصلاح نفسه.

فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقني وسكان قريتي لخدمة دينه عزوجل...