ارحموا من في الأرض..!
نظرا إلى ما ورد في الحديث النبوي عليه الصلاة والسلام، " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" لا نقوى على إنكار أهمية العون والمساعدة، فإنه أهم شيء في حياتنا، فإذا أحببنا العون عند الضيق، لا بد أن نقدم يد العون إلى الآخرين، فكم من الإخوة في بلدنا من لا يجد هذا البرد الذي يجمد الأنفاس دثارا يتدثر به، ولا يجد غرفة محكمة يأوي إليه، وكم من الإخوة من لا يعرف من أين يأتي بالمال الذي يشتري به الخبز يسد به جوعه، والدواء الذي يدفع به مرضه.
ولا يظن أحدنا أن بلدنا يخلو من الفقراء واللاجئين، بل بالعكس، نجد الفقراء واللاجئين في كل مكان، حتى نشاهدهم على الأرصفة الجانبية في الطرق، وعلى الرصيف الوسطي (المزروع بالأشجار يفصل شارعين متعاكسين في طريق سريع) إذا أهملنا إخواننا هؤلاء ولم نجعلهم من همنا، فإذن من يمد إليهم يد العون سوانا.
ولذا على كل واحد منا يحاول البحث عن الفقراء من جيراننا واللاجئين في حينا، كي نتمكن من مدّ يد العون إليهم، ولا نكتفي بهذا القدر من البحث، بل نتوسع في البحث حتى نسأل أولادنا في المدارس عن أولاد الفقراء، ما حالهم؟ ماذا يلبسون؟ فلعل ثوبا عتيقا من ثياب أولادنا يكون هدية العيد عندهم، وفيم يكتبون؟ فلعل دفترا قديما من دفاتر أولادنا يكون فرحة العمر لهم، ولعل خمسا من الروبيات التي ننفقها ولا نحسبها شيئا، تكون ثروة لهم إذا دفعنا إليهم؟
فلا نغتر بالغنى، فطالما افتقر الأغنياء، ولا بالصحة فطالما مرض الأصحاء، وما دامت الدنيا لنا حتى تدوم لهم، والحساب بعد ذلك أمامنا، وسنعرض على ربنا، فلنجعل المساعدة همنا، والصدقة على الفقراء والمساكين غمنا، فما دمنا في عون أولئك الإخوة الفقراء والمساكين من جيراننا وما سواهم، فالله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه يكون في عوننا جميعا.