تطبيق الشريعة يجلب الأمن في الدولة

في الآونة الأخيرة من الزمن نلاحظ بكثرة كاثرة أحداث القتل والاغتيال والاختطاف والتحرش الجنسي في بلاد شبه القارة الهندية بصفة خاصة، فقد ...

    بقلم / جسيم الدين الندوي

المدير المساعد في جامعة دارالمعارف الإسلامية، شيتاغونغ، بنغلاديش

 

في الآونة الأخيرة من الزمن نلاحظ بكثرة كاثرة أحداث القتل والاغتيال والاختطاف والتحرش الجنسي في بلاد شبه القارة الهندية بصفة خاصة، فقد الإنسان الأمن النفسي والأمن المالي في بلدان تلك القارة الأسيوية، المؤسسات المالية المرخصة تغصب أموال المشاركين والمتعاملين، والمسئولون عن الشركات يهربون بأموال الشركاء، والمؤظفون في الدوائر الحكومية يأكلون أموال الشعب بإسم مصاريف الطاولة وهي الرشوة المحرمة، وأصحاب البنوك يسحبون أموال الزبائن بإسم الفوائد وهي ربا المحرم، والسياسيون يقتلون رفقائهم ومعارضيهم وينهكون حرماتهم،  المفسدون يدخلون في المنازل ويقتلون أصحابها أمام أعضاء أسرتهم، والفتيات تعانين الاغتصاب الجنسي في كل مكان، والطالبات يخرجن من البيوت سافرات، والشباب والشابات يختلطون في المدارس والكليات والجامعات ويرتكبون بمنكرات فاحشة، ويتجولون في الأسواق والحدائق من دون حياء، وإزاد شرب الخمر وحبوب الجنس في كل مكان، نوادي الخمر أصبحت مسموحة في عواصم البلدان، هكذا كل يوم تحدث أحداث تقشعر منها الجلود ووسائل التواصل الاجتماعي  تنشرها بعناوين بارقة، ورجال الأمن في الدولة قاصرون عن تحقيق الأمن في الشعب، أهل البلد لايحترمون قوانين الدولة، أعضاء البرلمان والحراسون الأخرون في الدوائر يرتكبون أنفسهم بجرائم متنوعة بشعة، وهم يساعدون المجرمين ويفكون المسجونين إذا كانوا من حزبهم وفريقهم السياسي، ويقبضون على معارضيهم السياسيين إذا كانوا من غيرحزبهم، والتعارض السياسي منتشر في المدن والقرى على السواء، فالشعب لايتمتع بالأمن والسلام والطمأنينة والهدوء، والدستور الوضعي فيه قوانين مصادمة لما في القرآن الكريم والسنة النبوية  واجتهاد الفقهاء المسلمين ، الحكومة الإنجليزية المستعمرة قد وضعت نظما للتعليم والتربية والحكومة والعدالة وهي تأتي بمصالح المستعمرين في بلام المسلمين.

       وأما الشريعة المحمدية التي نسخت الشرائع قبلها وحققت الأمن والسلام في المجتمع البشري في كل زمان ومكان، وهي التي طورت العالم تطويرا حسنا جميلا يقبله كل إنسان ذوعقل سليم، إنها تمثل الدستور الإلهي الرباني، وهي تنادي الناس إلى ترك القتل والاغتيال والغصب وهتك الحرمات، أرشدنا نبي الرحمة  في خطبة حجة الوداع قائلا: " أيها الناس إن دماءكم  وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"  "أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولايحل لأمرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفسه منه".

    أحداث القتل والاختطاف التي نسمع عنها في بلادنا أغلبها تحدث لأجل الغل السياسي المذموم، الوحدات السكنية في الجامعات والكليات قد تحترق بنيران الحقد السياسي، والطلاب المقيمون الحزبييون يضعون  الأقفال في أبوابها ويمنعون الآخرين عن الدخول فيها، ويضربون عن الدروس ويسيئون الأساتذة المعارضين.

    والخلافات الدينية التي تقع في بعض الدول قد أثرت على جميع العالم كله، فافترق الناس إلى فريقين، فريق اتجه إلى اليهودية أو النصرانية أو البوذية أو الهندوسية  وفريق انحاز إلى المسلمين،  والصحف والجرائد تنشر الأخبار وفق اتجاهها الفكري، ومما يجدر بالذكر أن بعض الصحفيين ينشر الأخبار الانحيازية دون تبيين الواقع  فيتصعد الفوضى في أنحاء العالم، والله سبحانه وتعالى قال: "يا ايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا".

      والتفرق العقدي يوجد في كل الدنيا والنزاعات والصراعات بين الطوائف العقدية أشد خطرا من الصراعات الدينية والسياسية، ومظاهرات التكفير اكثر انتشارا في بلدان المسلمين، تفرقت جماعة المسلمين بأسماء شتى البريلوية والوهابية  والشيعة والسنية  واهل السنة والجماعة والدروذية والقاديانية....، هذه الأسماء والطوائف مستحدثة بعد القرون المفضلة في التاريخ ، وقال تعالى:"واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ". والرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا إلى الوحدة وحذر عن التفرق "تفترق أمتي على ثلاث سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة".

      بعد انهيار الحكومات الإسلامية بأيدي المستعمرين الانجليزيين في بلاد الهند والسند انحطت الحضارة الإسلامية بالتدريج واندرجت الحضارة الإنجليزية في مناحي الحياة، وأقبل الشعب المسلم على قبول  مظاهر الحياة الإنجليزية فكرا وعملا، واردت العقول عن الجادة، والشريعة الإسلامية انغمرت عن الحياة انغمارا كليا، وسيطرت القوانين الوضعية  في المجتمع سيطرة كاملة، فأين الأمن والطمأنية في الحياة؟  نحن جميعا نبحث عن ما يؤمن أنفسنا وأموالنا ونحفظ به أعراضنا، لانجد ذلك إلا في شريعتنا الحنفية المحمدية.

      فتعالوا أيها الناس ندرس التاريخ من جديد ونبحث عن عصور الأمن والطمأنينة ونطبق ما يجلب الأمن في الحياة والدولة، ألا وهي الشريعة المحمدية.

شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025