الجوال نار في يد الطلاب والطالبات

الثقافة

إن أعظم ما يميز هذا الزمان الذي نعيش فيه هو التطور الهائل في وسائل الإعلام والاتصالات والمواصلات ، والتي حولت كرتنا الأرضية على عظم حجمها إلى قرية صغيرة ، ينتقل الناس فيها بين مختلف البلدان بسهولة ويسر ، ويعرف أهله أخبار بعضهم البعض بسرعة مذهلة ومن أهم وسائل الاتصلات الجوال.

      فإنه الآن مشكلة العصر، خاصة للطلاب والطالبات والمراهقين ، فقد انتشرت في مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة ظاهرة خطيرة، بل أشدّ خطرا ، وهي استخدام الطلاب الجوال؛ حيث يضيع الكثير من الطلاب الأوقات الثمينة ، أوقات القراءة والكتابة في الجوال الذي يتغير موديله من حين إلى آخر، بالإضافة إلى ذلك أن الكثير من الأسر يحرصون على تزويد أولادها بمثل هذه الأجهزة، ولاشك أن العديد من الطلاب يفضلون جوالات الكاميرا ذات الألوان البراقة ، يشتغلون بالجوال ليلا و نهارا ، حتى صارالجوال رفيقهم الدائم وشغلهم الشاغل والبديل الجديد لهم عن أشياء أخرى كثيرة .

      إنها التقنية الحديثة التي تفشت في السنوات الأخيرة بين الفتيان والمراهقين، وهناك بعض الآراء تقول إن الجوال قد أصبح ضرورة اجتماعية للتواصل الاجتماعي و للتواصل مع الأهل والأصدقاء ولم يعد من الكماليات، وهم يجتمعون على أنه لا ضرر من استخدام الطلاب الجوال ما داموا يستخدمونه في حدود المعقول، ولكن الحقيقة أنها تؤثر بشكل سلبي في سلوكهم الاجتماعي وفي علاقاتهم بالآخرين. والمراهقون من الطلاب لا يستخدمونه في جانبه الإيجابي ، ولا يتجنبون الاستخدام السيئ له. بل الجوال يتيح لهم فرصة التواصل بشكل سري مع فتيات لا يعرفونهن ويحبونهن ، والمراهقون من الطلاب في أغلب الأحيان يلتقطون الصورالسئية حتى الصور العريانة و يحتفظون بها ، ينظرون إليها و يتلذذون بها ، وهذا مما لا تجوز به الشريعة . فالانتشار الكبير للجوال بين صغار السن والمراهقين والطلاب و الطالبات يعد من السلبيات التي تكاد تنعدم إيجابياتها.

      وإن الجوال له سلبياته وإيجابياته، ومن المهم جداً تجنب الجانب السلبي والتركيز على إيجابيات هذه التقنية، مع ذلك يجب تقنين استخدام الجوال، وعلى الآباء عدم ترك الجوال لعبة تشوّش على الفتيان والفتيات صفو حياتهم. ولايخفى على من له أدنى ممارسة بالجوال أن استخدامات الجوال ليست محصورة الآن في المكالمات فقط ، بل له مزايا إضافية تدفع الناس إلى اقتنائه، منها أن بعض الجوالات مزوّد بذاكرة كبيرة تستوعب ملفات الصوت التي تسجل الوعظ وتلاوة القرآن وتحملها على الجهاز ليصبح كالمسجل المتنقل معهم ، وكذلك يمكن الاحتفاظ بالصور الجيدة والممتعة والمفيدة على الجهاز، ويمكن لنا طبعاً أن نقوم بحذف ما يضرنا ولا يعجبنا. أما الجوال للكبار فهو وسيلة مهمة للتواصل مع الأبناء من أجل الاطمئنان عليهم، و مع الكثير من الأصدقاء في العمل لحاجة مهمة أو حاجة تجارية أو للتكلم مع الزوجة حال خروجه من المنزل أو لإخبارها بمكان وجوده أو للنزهة أو لتنسيق مواعيد الحضور والذهاب.

      فينبغي لكل منسوبي المدرسة أن يفرض رقابة مشددة على الطلاب واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال من يحضر جوالاً، يوعيهم بذكر مضار الجوال الصحية والاجتماعية وينصحهم بتجنب استعماله قدر الإمكان حتى خارج المدرسة، فيجب عدم التساهل تجاه حمل الجوال في المدارس وإجراء عقوبات حيال من يحمله ، كما أن استخدام الكبار له بطريقة سيئة يفاقم المشاكل؛ فما بالك مع الطلاب والطالبات الصغار؟ الأمر برأينا يحتاج إلى سلطة ضابطة.

محمد شعيب

رئيس تحرير صحيفة "ديلي ماي نيوز" الإلكترونية العربية، ورئيس تحرير مجلة "الحراء" الشهرية.
رئيس التحرير لمجلة "الحراء" الشهرية الصادرة من بنغلاديش
مجموع المواد : 38
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025