خدمات أدبية للجامعة الفاروقية بكراتشي



بقلم:عبد الجبار الشريف
المتخصص في الأدب العربي بالجامعة الفاروقية بكراتشي
قال الله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمرالله، وهم كذلك, (رواه الإمام البخاري). فإنه سبحانه وتعالى أقام في كل عصر ومصر رجالاً لحماية حوزة الدين ونشر رسالته، وإعلاء كلمته، ينفون عنه تأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين حسبما أخبر به رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ,ومن جملة هؤلاء الرجال الذين يزخربهم التاريخ الإسلامي عبر السنوات العلماء الذين قاموا داخل دولة باكستان وخارجها بتبليغ الدين الحنيف، والدعوة إلى الله ودفاع الإسلام من خلال الجامعة الفاروقية التي تعتبر في هذه الديار من أكبرالجامعات الإسلامية العربية، وهذه الفاروقية كل الناس يعرفونها ,وهي لا تخفى على أحد، ولا تخفى على أحد مكانتها المرموقة، وخدماتها الجليلة لا سيّما النشاطات الأدبية العربية، وهي علَم شامخ بين الجامعات والمدارس، وهي مشهورة في العالم لا تحتاج إلى بيان ولاتحتاج إلى تعريف .

إلاأنني تذكيراً أريد أن أسرد هنا النشاطات الأدبية لهذه الجامعة من خدماتها الجليلة:
1- معهد اللغة العربية والدراسات الإسلامية :
إن أهمية اللغة العربية لا تخفى على أحد خاصة على العلماء العظام، وكفى لشرفها وفضلها أنه سبحانه وتعالى اختارها لكتابه العظيم حيث قال : (نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )، ومما قال المحدث الجليل عبدالله ابن المبارك : أنفقت في الحديث ستين ألفا، وفي الأدب عشرين ألفا، وياليتني ما أنفقت في الحديث أنفقته في الأدب . ومما لاشك فيه أن خدمة هذه اللغة سعادة كبرى، وخدمتها خدمة كتاب الله وسنة رسوله و نبيه صلى الله عليه وسلم ففازت بتلك السعادة الجامعة الفاروقية، التي قامت بتأسيس المعهد العربي، وهومعهد معروف في جميع أنحاء باكستان، والمعاهد كانت توجد في بعض جامعاتنا الإسلامية في باكستان لكن كانت هي مخصوصة للوافدين فقط، لا يؤذن للطلاب المواطنين بالإلتحاق فيها، فالجامعة الفاروقية أول جامعة قضت على هذا التفريق المضر، وسوّت بين الطلاب الوافدين والمواطنين في معهداللغة العربية، وأعلنت بأن معهد الجامعة الفاروقية مفتوح لكل طالب باكستانياً كان أو وافداً فهذه ميزة لهذه الجامعة، وترقى هذا المعهد يوماً فيوماً، وبلغ الآن إلى الصف السادس حتى صار معهداً مثالياً للآخرين وكثير من رؤساءالجامعات الإسلامية يهتدون به وجعلوا يفتحون المعاهد في جامعاتهم على منهج هذا المعهد، ومما يجدر بالذكر أن إدارة المعهد للجامعة الفاروقية رتبت منهجا ملائما للعصر الحاضر،حيث أنها انتخبت منهجاً له من مناهج الجامعات الإسلامية العالمية بعد فكر عميق ومشورة طويلة مع أساتذة الجامعة .
ميزات المعهد:
- الدراسة فيه باللغة العربية الفصحى يُمنع التحدث فيه بغيرها من اللغات منعاً باتاً .
- يُشجع الطلبة لكتابة المقالات باللغة العربية، وبالتالي تقديمها إلى مجلة الفاروق التي تصدر من الجامعة باللغة العربية.
- يُزوّد الطلبة بالكتب والمراجع .
- طلاب المعهد أجانب أيضاً من ماليزيا، تايلند، بورما، أفغانستان، إيران، جزيرة فيجي، دبي، وغير ذلك .
2- الحفلات، والمسابقات الخطابية بالعربية :
وللخطابة شأن خطير،وهي إرشاد الناس إلى الحقائق، وحملهم على ما ينفعهم في العاجل والآجل، وهي معدودة من وسائل السيادة والزعامة وكان الحكماء يعدّونها شرطاً للأمارة فهي تكمّل الإنسان، وترفعه إلى ذروة المجد، وقمة الشرف، وحسبها شرفاً أنها وظيفة قادة الأمم من الأنبياء والمرسلين- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- ومن على شاكلتهم من العلماء العاملين، وعظماء الملوك والفاتحين، وكبار الزعماء والسياسيين .
تحقيقاً لهذا الغرض تقوم الجامعة الفاروقية بالحفلات، والمسابقات الخطابية باللغة العربية .
تنعقد المسابقات الخطابية تحت إشراف الجامعة في أمكنة مختلفة. في داخل الجامعة الفاروقية و في إحدى فروعها يُلقي فيها الطلبة المرشحونالمنتخبون خطباتهم،وتقسّم الجوائز الثمينة في من فاز بمرتبة الشرف الأولى أوالثانية أوالثالثة،ٍ والجدير بالذكر أن المسابقة الخطابية بالعربية السنوية في الجامعة الفاروقية، يُكرّم فيها الضيوف المبجلون بقدومهم من الدول العربية المختلفة ومن الجامعات الإسلامية العالمية،مثلاً الجامعةالإسلامية بإسلام آباد وبالمدينة المنورة، جامعة الإمام بالرياض، جامعة أم القرى، جامعة الأزهر الشريف, مصر، وغير ذلك .

3- مجلة الفاروق إدارة الفاروق :
لايختلف إثنان على أن الأمة الإسلامية تواجه اليوم حرباً إعلامية ضارية يشنها عليها أعداء الإسلام قاطبة للقضاء على دين الله وإخراجه من نفوس الذين آمنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
و وظيفة هذه الأمة حراسة دين الله في الأرض من فساد المفسدين، وضلال المضلين، والمبتدعين، وإبقاء نور الإسلام عالياً يومض بالإشعاع الهادي كي يهتدي به الناس في ظلمات البروالبحر.
ولتأدية هذه الرسالة أوصى معالي رئيس الجامعة توصية هامة لتشكيل إدارة الفاروق تحت إشراف الجامعة الفاروقية بكراتشي، وبيّن معاليه أهداف هذه الإدارة بإصدار مجلات علمية بلغات مختلفة (العربية والأردية، والإنكليزية، والسندية، ) وكتيبات صغيرة حسب ظروف مختلفة .

 

فإلى هذا اليوم صدرت من الجامعة الفاروقية مجلة عربية بإسم " الفاروق " -القسم العربي- التي تصدر غرة كل شهر حسب العام الهجري وقد صدرت منها أعداد في أعلى المستويات المطبعية .

4- التخصص في الأدب العربي :
الجامعة الفاروقية أول من أسست التخصص في الأدب العربي في باكستان، تفصيل ذلك كما سيأتي .
أهداف التخصص في الأدب العربي ومقاصده:
وقد أنشئ هذا التخصص لخدمة لغةالقرآن الكريم بحفظ مادتها وتكوين ملكتها والتعمّق في دراسة علومها وآدابها ، وتخريج علماء متمكنين في فهم القرآن الكريم والسنة النبوية ومصادرالثقافة الإسلامية وتأكيد الثقة والاعتزاز بآدابها وإثبات قدرتها على استيعاب سائر المعارف والعلوم . المحافظة على التراث اللغوي والأدبي والإسلامي العريق وغرس حبه واحترامه والاعتزاز به في نفوس الطلاب.
الإفادة من المناهج اللغوية النقدية والأدبية الحديثة ، التأصيل لما يمكن تأصيله من تراثنا.
تخريج أجيال قادرة على تدريس مواد اللغة العربية بكفاءة واقتدار ، والإسهام في الميادين الإعلامية المختلفة بمهارة عالية ، وإجراء الجرائد والمجلات العربية لترغيب الناس إلى اللغة العربية .
إعداد الباحثين في علوم العربية المختلفة وإعانتهم على مواصلة دراستهم العليا داخل جمهورية باكستان وخارجها .
والسعي المسلسل لجعل هذه اللغة بصفة رسمية في جميع الدول الإسلامية وخاصة في باكستان .
وإزالة السيطرة وتأثير الغربية من الثقافة العربية الإسلامية .
وإقامة البيئة العربية في المدارس الدينية والجامعات الإسلامية .
والاستفادة من الدعوات المعاصرة والتجديد وتنقيحها والكشف عن اتجاهاتها المختلفة وتوعية الطلاب إلى ذلك.

5-
المكتبة العلمية للطلبة :
للجامعة مكتبة تحتوي على الكتب الدراسية، والمراجع العلمية في التفسير ، والحديث، والفقه الإسلامي من حميع المذاهب الإسلامية خصوصاً المذاهب الأربعة، وكتب العلوم، والآداب، والفنون، واللغة، وجميع هذه الكتب باللغة العربية.

 

6- "المكتبة الفاروقية " للنشر والتوزيع :
وهي تطبع الكتب العلمية، الأدبية والفكرية التي ألّفها العلماء العظام والمفكرون الكرام، وصنّفها الأدباء، وكذلك تنشركتيبات حسب الظروف المختلفة .

7- دارالتصنيف والتأليف :
الجامعة الفاروقية نالت سعادة بقيام دارالتصنيف والتأليف، فيها من العلماء الكبار، والأدباء العبقريين، وقد يبلغ عدد تصانيفهم ـ تصنيفاً وتأليفاً، وشرحاً، وحاشية، وتعليقاً وتخريجاً إلى المائة .
فالحمد والشكر لله .

 

شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025