الفرق بين الكاتب المصلح، والأديب الفنان واضح، وكل له مكانته التي يتربع عليها في الأمة.
فالأول عادة يتكلم في الشؤون الاجتماعية، ولا ينقطع سامعوه، فهو لا ينفك يدر عليهم بعاجل توجيهاته، ويمحضهم بنصائحهم، ولا يهمه أو يهمهم نصاعة التعبير وخلابة الكلمات، إلا ما لا بد له من سلامة اللغة وسهولة الأسلوب وسرعة الإيصال.
وأما الثاني فيتأنى ويتفرغ لاصطياد الخواطر الشاردة، وتحليل الأحداث المبهمة، وتنسيق العبارة الرائقة.
وغاية ما في القول أنه من العبث ـ إذا أمعنا النظر فيهما ـ أن نقارن بين الرجلين، دون أن نراعي بواعث وعوامل الكتابة فيما بينهما، وكذا ما لهما من ظروف وطبائع واختلاف المشارب وأمورا أخرى من قبيلها، على أن روح الكتابة وجوهرها الخالص هو الصدق، فمتى كان الأديب صادقا مخلصا في رسالته التي يحملها، فإن غير ذلك من الأمور من جمال العبارة، وصقل الرواء، وبهاء الألفاظ ـ يزينه ويقويه، وبدون صدق الكاتب في ما يكتبه لن يشفع له فنه ورونق أساليبه لدى الزمان المنصف الذي يطمس كل كاذب خلاب.
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.