علي الطنطاوي وكتابه "ذكريات"
ذكريات الشيخ علي الطنطاوي
قال الشيخ عن ذكرياته : ما شرعت أكتب هذه الذكريات ما كنتُ أقدّر أن تبلغ أربعاً وعشرين حلقة، فوفّق الله حتى صارت مئتين وأربعين، وما استنفدت كل ما عندي، ولا أفرغت كل ما في ذهني، فقد جاءت على نمط عجيب، ما سرت فيها على الطريق المعروف، ولا اتبعت فيها الأسلوب المألوف، فلم تجئ مرتّبة مع السنين، ولا مقسمة تقسيم الأحداث والوقائع، وما كانت تستقيم دائماً على الجادة، بل تذهب يميناً وتذهب شمالاً؛ أبدأ الحديث فلا أتمّه، وأشرع في آخر فلا أستكمله، وما أدري كيف احتمل القراء هذا كله مني؟! وكنت أفارقكم كل خميس على أن ألقاكم في الخميس الذي بعده، ولكن فراق اليوم إلى غير لقاء.»
الجزء الأول من طفولة المؤلف المبكرة؛ من أيام دراسته الابتدائية، بل من "الكُتّاب" قبلها، وفيها ذكر للحرب العالمية الأولى وتذكّر لنمط الحياة في الشام في تلك الأيام. يتنقل من مدرسة إلى مدرسة، ومن عهد إلى عهد؛ من العهد التركي إلى العربي إلى الاستعمار الفرنسي. أيامه في مكتب عنبر (وهو المدرسة الثانوية) وعن شيوخه وأساتذته. وفاة والده فاضطرب أمره، فانصرف إلى التجارة أمداً يسيراً ثم عاد إلى الدراسة.سفره إلى مصر للدراسة بدار العلوم، ولكنه يقطع السنة قبل تمامها ويعود إلى الشام. أصل أسرته وعن أبيه وجده وعن أمه وأسرة أمه. نقرأ عن الثورة على الفرنسيين ونقرأ من شعر هذه الثورة الكثير. الجزء الثاني ذكريات حين ينشر علي الطنطاوي الشاب، ابن السابعة عشرة، أول مقالة له في الصحف، نقرأ عن الصحف التي عمل بها والصحفيين الذين عمل معهم. نقرأ عن صدور أول مجموعة من مؤلفاته؛ وهي رسائل الإصلاح ورسائل سيف الإسلام. المقاومة الوطنية وأعمال اللجنة العليا لطلاب سوريا. ننتقل مع علي الطنطاوي من هذا الجو إلى التعليم الذي بدأ به مبكراً، ونتنقّل معه من مدرسة إلى أخرى من سلمية إلى سقبا ونقرأ بعضاً من تفاصيل سيرته في التعليم.ويحدثنا بتفصيل عن بعض أساتذته ومشايخه. أما أكثر الفصول تأثيراً فهي التي يحدثنا فيها عن أمه وأبيه. الجزء الثالث في سقبا بالغوطة، إلى رنكوس؛ المحطة الجديدة في مسيرة علي الطنطاوي في التعليم، ثم مرة أخرى إلى زاكية، المحطة التالية! ثم ظهور مجلة الرسالة، ثم رحلته إلى الحجاز لاكتشاف طريق الحج البري. رواية قصة الخط الحديدي الحجازي، ثم رواية ذكريات عن رمضان، ورواية ذكريات عن القوة والرياضة. ونقرأ عن محدّث الشام، الشيخ بدر الدين الحسني، ثم إلى بغداد الآن نقلة من بلد إلى بلد؛ من الشام إلى العراق! الجزء الرابع نبدؤه بدروس الأدب في بغداد، وذكرياته عن بغداد والعراق؛ وعن رمضان في بغداد، ثم عن إيوان كسرى وسُرّ من رأى، ومن بغداد إلى البصرة، ثم إلى بيروت لنمضي هناك سنة 1937 في كليتها الشرعية، والعودة إلى العراق لنعيش حيناً في المدرسة الغربية في بغداد قبل أن ننتقل إلى كركوك. ثم العودة إلى سوريا فيُعيَّن مدرّساً في دير الزور ولا يمكث فيها غير أمد يسير. ثم أخبار المرحلة الجديدة من حياة "القاضي" علي الطنطاوي في دوما ثم في محكمة دمشق. ورواية ذكريات عن الحرب العالمية الثانية، وتخصيص حلقتين للأطباء؛ واحدة للهجوم عليهم والثانية للدفاع عنهم، وأخيراً حديث عن الحياة الأدبية قبل نصف قرن. الجزء الخامس يبدأ باستكمال الحديث عن الحياة الأدبية قبل خمسين عاماً، ثم ذكريات جزائرية، ثم ذكريات فلسطينية. وهذه الذكريات تنقلنا إلى قضية فلسطين، ومؤتمر القدس الإسلامي. ننتقل من القدس إلى بغداد، ونمر بالموصل وإربيل، ثم نتوقف في كراتشي.ورواية "قصة باكستان" الممتعة ثم وهو يحدثنا الحديث الشيق عن دهلي، الفردوس الإسلامي المفقود. ثم إلى دمشق في يوم الجلاء،: الجلاء يذكّر بالاستعمار وأساليبه، وهذا يذكّر بإفساد التعليم والأخلاق على الطريقة الفرنسية، وهذه تذكّر بمعركة دروس الديانة في مدارس الشام، وهذه جرّت إلى الحديث عن الدعوة إلى الاشتراكية والعبث بالمناهج أيام الوحدة؛ ثم نقرأ عن جمال عبد الناصر كيف استقبلته دمشق ووزيرِه كمال الدين حسين كيف التقى به علماء الشام. الجزء السادس يبدأ من الخطبة التي هزت دمشق، أو التي هزّ بها علي الطنطاوي دمشق بعبارة أصح، ثم قصة الوحدة وقصة الانفصال، ووقفة عند أسباب الانفصال، ثم قصة ذبح علي الطنطاوي التي روجتها الصحف الناصرية بتفصيلاتها الكاملة. ثم ننطلق إلى أندونيسيا ونتنقل بين جزائرها ومدائنها، وحديثاً تاريخياً عن قصة أندونيسيا؛ مع الإسلام ومع اليابانيين والهولنديين والبريطانيين. ونعيش حلقتين مع صلاة الاستسقاء المشهورة أيام الوحدة في الشام، ونقرأ عن واحدة من معارك علي الطنطاوي الأدبية، وفي آخر الجزء ذكريات عن التعليم والمدارس، ثم حلقتان عن القضاة والمحامين. أما الحلقة الأشد تأثيراً فالتي بدأها المؤلف برثاء شكري فيصل ثم انتقل منه إلى ابنته الشهيدة بنان، وإذا به يأتي بواحدة من أعظم مقطوعات الرثاء في تاريخ الأدب الحديث. الجزء السابع ذكريات وصور القضاء، ثم يتنقّل بسرعة بين موضوعات متباينة؛ من أسبوع التسلح بالشام، إلى أخبار عن العلم والعلماء في دمشق قبل نصف قرن، ثم إلى فتنة التيجانية في الشام، ثم إلى الكلية الشرعية في دمشق. بعد ذلك نقرأ حلقة علمية في تصنيف العلوم وأخرى في الفقه والأحوال الشخصية، وهذا الموضوع يقودنا إلى مشروع قانون الأحوال الشخصية الذي اشتغل به علي الطنطاوي ونسافر معه إلى مصر في رحلته إليها من أجله. وبعد وقفات صغيرة وبعض الاستطرادات نبدأ في قراءة تفصيلات الرحلة التي قام بها المؤلف إلى أوربّا في سنة 1970، فنسافر معه إلى ألمانيا وبلجيكا وهولندا، ونقرأ عن الدعوة الإسلامية في هذه البلاد، ونعيش معه أياماً بتفاصيلها في آخن وبروكسل وفي سواهما من مدن ومناطق تلك البلدان الأوربية. الجزء الثامن هو آخر الأجزاء، نعود فيه -بعد انقطاع طويل واستطرادات نقلتنا إلى أقاصي الأرض- إلى القضاء، وندخل مع علي الطنطاوي إلى محكمة النقض بعدما صحبناه وهو يودع المحكمة الشرعية. وبعد أن تعترضنا أشتات من الذكريات نعود إلى السياق، وننتقل مع علي الطنطاوي -هذه المرة- في آخر وأهمّ انتقال له، إلى المملكة العربية السعودية. فنُمضي معه -أولاً- سنة في الرياض، ثم ننتقل معه إلى مكة المكرمة. ونعرج قليلاً على موضوعات متفرقة؛ كتفسير بعض الآيات، وحديث عن تعليم البنات، ووقفة مع أبي الحسن الندوي ومذكراته. *تم النقل من ويكبيديا (http://goo.gl/nHBwzs) یمکن لکم تحمیل الکتاب باجزائہ الثمانیۃ من ھذا الرابط: http://www.ansarsunn...