اليوم ا لثامن عشر: من يومياتي في شهر رمضان عام 1442هـ

      في هذا اليوم تكاسلت إلى درجة لا يتوقعه أحد، نعم، إنه ليس مجرد كلام، بل أقول حقيقة، حيث إني لم أستطع في هذا اليوم كتابة موضوع دون أي سبب، فماذا أسميه؟ هل أسميه بأنه مجرد اتفاق أم أنه مجرد كسل وخمول؟ طبعا، لا يمكن أن يكون ذلك مجرد اتفاق. فإذن تم تعيين الخيار الثاني وهو أنه كان مجرد كسل وخمول، أي لم أكتب ولم أنجز مهمة الكتابة في مثل هذا اليوم بسبب كسل، ولا يوجد هنالك داع يدعوني لترك ذلك العمل.

      ثم السؤال الذي يدور في دماغ كل قارئ بأني لم أكتب في مثل هذا اليوم كتابة موضوع، فإذن من أين جاءت هذه الكتابة التي تراها كل عين وكل بصر! فالجواب واضح كوضوح الشمس، حيث إن هذه الكتابة التي تراها كل عين هي في الحقيقة كتبتها أناملي في اليوم الثاني، ولم تكتبها في اليوم الأول.

      فيدور في أدمغة الإخوة أنه ما الذي دعاك إلى كتابة بعد خروج وقتها، لأن وقتها كان في نفس اليوم؟ فأجيب كل من يتفكر بهذه الفكرة أن عملي هو كتابة أحداث كل يوم، وتقييد لحظاته. فإن لم أقيدها في نفس اليوم فلا بأس ولكن لا بد لي أن أدونها في اليوم التالي حتى تكون سلسلة "يومياتي في رمضان" سلسلة كاملة، فإن تركت كتابة يوم من أيام شهر رمضان فإنه يعني أن تلك السلسلة لم تكن كاملة، بل هي ناقصة، فلذلك دعتني حاجة إلى تدوين لحظات ذلك اليوم في اليوم التالي.

      من الممكن أحد الإخوة يقول: إذا كان مقصد كتابتك تقييد لحظات وأحداث كل يوم من أيام هذا الشهر، فما كتبته اليوم لا يدل على أي حادث حدث في هذا اليوم. فإذن لما ذا أتعبت نفسك وقتلت أوقاتك في أمر ليس له هدف؟ فأرد عليه بكل بساطة أن عدم الكتابة في نفس اليوم أيضا حادث غير متوقع، لأن الإنسان عند ما يكون معتادا على كتابة كل يوم، ثم فجأة لا يكتب في نفس اليوم فهذا يقلق الكاتب، ويدعوه إلى تفكير، وإلى بحث عن سبب أجبره على هذا. فلذلك سجلت هذه اللحظات وكتبت سبب عدم الكتابة في نفس اليوم الكسل. ثم ليس الهدف من الكتابة فقط تقييد لحظاته، بل أكبر هدف هو التمرين على الكتابة، حتى يستقيم قلمي، فهذا الهدف عادة يحصل عند الكتابة وإن كانت عشوائية، فلا يقولن أحدكم : إنه عبث.

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 506
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024