لا تلوثوا ألسنتكم بالطعن في العرب
اللغة العربية هي هويتنا، العربية هي مشربنا، تحليل قضايا الأمة العربية هو وظيفتنا الإسلامية، الاستماتة في سبيل تطوير مشاريع الفكر العربي هي وظيفتنا، تضحية النفوس في سبيل رقي نهضتنا الإسلامية العربية هي من ملزومات و مرتكزات حياتنا، لولا العرب لَما توسعت جغرافية الإسلام في أرجاء المعمورة، لولا العرب لما فُتحت البلاد و العباد، لولا العرب لَسارت الإنسانية إلی هاوية الانهيار و الاضمحلال و التلاشي، العرب هم أصل الإسلام و مادته، العرب هم جذور الإسلام، أما اليوم كلُ أوغد مسيء الأدب فقَدَ لجام فمه يسيء الأدب إلی هذه الأمة المسلمة الشامخة الباسلة، أعز الله العربَ و أختاره لتبليغ رسالته، هذه الأمة المجيدة العظيمة استطاعت أن تغير خارطة الدنيا الجغرافية و الدينية في 23 عاماً، و تُدخـِل العالَم كلَه في حظيرة الإسلام، الإنجازات التي أنجزتها الأمة العربية لصالح الإسلام لم تنجزها أي أمة و طائفة في تاريخ الإسلام، العرب هم صفوة الإسلام و أخياره و جنوده و ضحاياه في الحروب الدامية التي اشتعلت في الأقطار الإسلامية، و منذ قرون متوالية تباد البلاد العربية تحت وطأة بطش الدول الإستعمارية الغربية.
كشّر الأعداء عن أنيابهم لمحاربة الإسلام و الأمة العربية، يحاربونهم بالحد و الحديد، يقاتلونهم بالسن و السنان، يحتلون ديارهم، يمتصون دماءهم و ينتهكون أعراضهم، ها هي أمة العرب تباد في نيران الحروب الصليبية الطاحنة، أميركا و بريطانيا و روسيا و إسرائيل كلها تحارب العرب و تبيد بلادهم، ليست دمشق و الموصل بعيدتان عنا، المآسي و المجازر و المعارك الدامية التي أبادت شعوبنا العربية في الشام و العراق و فلسطين أكبر دليل علی مكانة العرب في خارطة الإسلام، و ليس حدث أخطر من الغزو الاستعماري السافر لفلسطين و الشام و العراق، و يُعدُّ هذا الغزو الاستعماري علی مدی أربعة عشر قرناً أحد خمسة أحداثٍ خطيرة في تاريخ العالم الإسلامي كله هي: الحروب الصليبية، و اجتياح التتر العالَم الإسلامي، و ضياع الأندلس، و سقوط الخلافة العثمانية، ثم اغتصاب اليهود لفلسطين، و كانت أمة العرب ضحية هذا الاستعمار، يقول الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالی:
إنَّ الإسلام و العروبة لزيمان لايفترقان، و لابقاء للإسلام إلا بالعروبة
و يقول الإمام الجليل المفكر الإسلامي رائد الأدب العربي و الفكر الإسلامي الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله تعالی:
عقد الله بين العرب و الإسلام للأبد، و ربطَ مصيرَ أحدهما بالآخر، فلا عزّ للعرب إلا بالإسلام، و لايظهر الإسلام في مظهره الصحيح إلا إذا قاد العربُ ركبَه، و حملوا مشعله.
فالأمة العربية هي وسيلة عودة المجد للإسلام و المسلمين، فمَن يعاند العربَ كأنه يعاند الإسلام، كأنه يقتلع جذور الإسلام، حب العرب من الإيمان و بغضه نفاق و عدوان و دناءة، الذين يلوثون ألسنتهم بالطعن في العرب هم لم يفهموا حقيقة الإسلام، العرب هم ضحوا بأنفسهم و دمائهم و أفلاذ أكبادهم فداءً للإسلام و شريعته، فلا تلوثوا ألسنتكم، و لاتطعنوا في العرب.
رمضانيات عبدالسلام العمري البلوشي