بين مشكلتك والحل كما بين جبهتك والأرض
إن كل واحد منا يواجه في حياته مشاكل ومصاعب قد تنهك قواه، وتضني جسده، وتضجر نفسه، وتقلق باله، وطبيعي أن يجتاز بهذه المرحلة العسيرة في حين من الأحيان، ويمر بهذه الظروف الصعبة في ساعة من الساعات...مهما يكن ذا ثروة عظيمة، ومهما بلغ في الشرف قمته، ووصل في العقل ذروته، فإنه لزاما يواجه مشاكل عديدة في حياته، لأنه من حكمة الله تعالى في خلقه، وسنته في كوكبته التي خلقها، وليس ذلك إلا ليلفت أنظار العبد إلى الانتقال من هذه الدنيا الفانية إلى دار النعيم الباقية، ولكي لا يستطيب أحد لذاتها ولا يخلد إليها بل يستوحش منها ويعرف حقيقة أمرها.
وإلى جانب آخر قد يسر الله سبحانه جل وعلا للإنسان أمرا تنحل به مشكلته وتهون به عليه مصيبته، وهو أن يخضع العبد جبهته على الأرض، ويمرغ جبينه في أعتاب ربه ، ويبتهل إلى الله ابتهال المذنب الذليل، ويدعو خالقه دعاء البائس الضرير، دعاء من خضعت له رقبته، وفاضت له عبرته، وذل له جسمه، ورغم له أنفه، فإذا فعل ذلك وأخلص التضرع إلى الله يرى عجائب صنعه وقدرته، كيف يوفر الله له الأسباب، ويفرج عنه المصيبة، وينفس عنه الكرب والبلية، ولن يجرب على ربه الشقاء والحرمان لمن أخلص له عمله، وأحسن له إسلامه، وسأل الله تعالى الفرج بعد الشدة والسعة بعد الضيق، والسراء بعد الضراء۔۔۔فبالتالي يرتاح له باله، ويسكن به قلبه، ويعيش عيشة الهنا والسرور.
فياترى، ما أسهل الحل لمشاكل المؤمن في حياته، ولكن للأسف نرى كثيرا من الناس يلجئون إلى عتبة كل مفتقر ومحتاج دون عتبة الغني تبارك وتعالى الذي بيده خزائن كل شيئ، ويقرعون باب كل أحد إلا باب الله الذي لا يطرد من قرعه، ولا يحرم من سأله، ويتغاضون عن سنة حبيبهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم إذا حزبهم أمر فزع إلى الصلوة، فمن هذا المنطلق يظلون مضطربين متململين تململ السليم لديغ الحية، فيخسرون دنياهم وآخرتهم، ويخفقون في أولاهم وأخراهم.
يوسف عبدالرحمن الخليلي
١٩/ ربيع الثاني/١٤٤١ ھ