مدوا إلى الله يد المسألة والدعاء .. لأجل كشمير
مُدّوا إلى الله يد المسألة والدعاء
كيف بكم إذ تشترون ثياب العيد الناعمة، وإخوانكم في كشمير يشترون أكفانا لموتاهم!
كيف بكم إذ أنتم تتمتعون بأنواع من الأطعمة الشهية من لحوم الأضاحي في بيوتكم، وإخوانكم في كشمير يتململون تململ السليم من خوف وجوع!
كيف بكم إذ أنتم تتزاورون مع أقربائكم بالفرح والسرور يوم العيد، وإخوانكم في كشمير يحفرون القبور لأقربائهم ببالغ الحزن والكأبة!
كيف بكم إذ أنتم في سباتكم العميق يوم العيد آمنين، وإخوانكم في كشمير يبيتون سهارى من خوف وقد أرّقت السلطات الهندية مضاجعهم ونغصت عليهم عيشهم!
إنها ذكرى للذاكرين، وهتفة لتنبيه الغافلين، فإن من الإيمان أن يرق قلبك ويتألم صدرك لنائبة حلت بساحة أخيك المسلم، فالحكومة الهندية الفاشلة الحاقدة قد جلبت اليوم خيلها ورَجِلها على أهل كشمير، والسلطات الهندية يصبون أمر أنواع المحن والمكاره على إخواننا في كشمير، حصروهم في بيوتهم حتى صدوهم عن صلاة الجمعة في المسجد، انتهكوا حرمة أخواتهم وأزواجهم وأمهاتهم، وفتكوا بأقربائهن وأحبتهن، وخلفوا الأيتام والأرامل، فهم يعيشون في أقسى الظروف والأحوال، قد ضاقت عليهم أرض كشمير بما رحبت، ينادون لأهل الإسلام، ويخاطبون العالم الإسلامي، وحق لهم هذه الاستغاثات و الدعوات والعويلات؛ وحق على العالم الإسلامي أن ينهض تلبية لندائهم؛ فإن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، وكما أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِير رضي الله عنهٍ ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِنِ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ ، وَإِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ..... فإلام نبقى ساكتين متغاضين عن ظروفهم السيئة؟ وحتام نظل متجاهلين عن هذه النائبة التى نزلت بساحتهم؟ لماذا لا نقوم لنجدتهم ونصرتهم، ولا نرفع لهم الأصوات في الأمم المتحدة؟....
فإن لم نكترث اليوم بما هم عليه من الأحوال والظروف فربما يكون الغد الذي يستقبلنا أشد من ذلك وأنكى للعالم الإسلامي بأجمعه، وإن أبينا إلا السكوت والجمود والتفاهم بشأنهم فلا أقل من أن نمد إلى الله يد المسئلة والدعاء ونستغفر الله سبحانه على ذنوبنا لا سيما في هذا اليوم يوم عرفة، ونخصص بعض الوقت ما بين صلاة العصر والمغرب للدعاء لهم، ونقول : اللهم إنا قد مددنا إليك يد المسئلة، وبخعنا بالاستكانة لك والمسكنة، واستنزلنا كرمك الجم وفضلك الذي عم بضراعة الطلب وبضاعة الأمل، اللهم إن أعدائك أعداء الدين قد مكروا مكرا كبارا، فلا تزدهم إلا خسارا وتبارا، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين المضطهدين في كل مكان، اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم، ودمر ديارهم، وخالف بين كلمتهم وزلزل أقدامهم وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين؛ فإن الله سبحانه وتعالى عليم بما يفعلون، وهو القائل في كتابه: "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه ا لأبصار"....فعسى الله أن يدفع عنهم السوء والنقمة، و يبدلها بالنعمة والعافية والسلامة، و يستخلفهم في الأرض ويمكنهم دينهم الذي ارتضى لهم، ويبدلهم من بعد خوفهم أمنا... وما ذلك على الله بعزيز.