لماذا لا نستغفر بعد الوقوع في المعصية مباشرة؟؟
قد أستغرب ما يحدث وما يجري في دنيانا نحن، حيث أن أحدنا لو أخطأ وهو في مكتبه أمام مسئوله فمباشرة يضطر إلى أن يقول له أمامه: عفوا، أخطأت، أنا آسف، فمثل هذه الكلمات ينطق بها، فالنتيجة تكون مباشرة أمامه حيث أن مسئوله لا يؤاخذه بل يعفو عنه توا، وكأنه لم يحدث شيئا، لكن نفس العبد عند ما يذنب أمام رب العالمين، ولم يوفق بأن يقول بعده مباشرة: أستغفر الله ربي من كل ذنب أذنبته...
ولقد سمعنا من علمائنا مرارا وتكرارا بأن العبد إذا أذنب ذنبا فيجب أن يستغفر ربه، وذلك لأن العبد إذا أذنب ولم يستغفر، يقول ملك السيئات: أ أكتب؟ فيقول له ملك الحسنات، لا، انتظروا لحظة! لعله يستغفر. ثم مرة أخرة ملك السيئات يعاودون نفس السؤال، فيقول ملك الحسنات لهم: انتظروا لعله يستغفر... ثم إذا نام العبد ليلا ولم يستغفر ربه، فيقول الله ـ عز وجل ـ: ما أقل حياء عبدي! أذنب ذنبا ولم يستغفرني من ذنبه...
وفي الحقيقة المشكلة لم تكن في معصية ولا في ذنب ولا في إثم، بل المشكلة في العبد حيث أنه لا يستغفر أمام رب العالمين، فوالله إن العبد ما دام يستغفر ربه من ذنوبه فلا يبقى شيء من الإثم والذنوب في ميزانه يوم القيامة، فلذا أرجو كل مسلم لو أذنب خطأ أو عمدا، يجب أن يستغفر ربه مباشرة دون أي انتظار...