حقوق المرأة في ضوابط الإسلام
مما لا شك فيه أن للمرأة في الإسلام أهمية جليلة، حيث أنها في القرن الأول قد ارتفعت من وهدة الحقارة و الذلة الي عزة النفس وحفظ كرامتها، فسادت بعد ضعة، وعزت بعد ذلة، فالقرن الأول أرقي عصور الإسلامية أخلاقا، وأوسعها حرية، وأكرمها عزة، وأطهرها حصانة، وأحفظها شرفا، وهو عصر الرسالة المحمدية، أكمل الله فيه الدين، وأتم علي المسلمين نعمة التشريع، وفيها أوضح الاسلام عمل كل من الذكر والانثي في الهيئة الاجتماعية، وحدد لكل منهما واجبهما نحو الأسرة، فالمرأة عهدت المنزل، وربت الأولاد مع أداء ما يلزم عليها نحو زوجها، أما الرجل كافح خارج المنزل وجاهد وكسب ما ينفق علي عشيرته بالأحسن فالأحسن.
فالمرأة لها حقوق بينها الإسلام بكل صراحة ووضوح، ومن أهمها أنها مهما بلغت سن الزواج، فعلي ولي أمرها أن يربطها بعقد الزواج دون أي تردد وتأخير، ولا يبرم عقد الزواج إلا برضاها واختيارها وموافقة من طيب قلبها، فإن أبت، بطل العقد.
ومن حقوقها أيضا أنها تملك أهلية سائر تصرفاتها في مالها، ولها شخصيتها المستقلة.
ومن حقوقها المهمة التعليم، حيث أن الاسلام فرض التعليم علي الرجال والنساء، حيث أن النبي ۔ﷺ۔ خصص يوما لتعليم النساء، وخصصهن بالبيعة أيضا.
ويحق لها(عند الحاجة) أن تمارس الأعمال التي يمارسها الرجال بشرط مشترك بينهما، ألا وهو الالتزام بالأحكام الشرعية والآداب الإسلامية، وبما يختص بها كالحجاب والحياء.
أما فضل المرأة علي الرجل،۔وذلك من ناحية۔، وهو أن الإسلام فضل الأم علي الأب، وجعل لها علي ابنها ثلاثة حقوق، وأثبت حقا واحدا للأب، وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات، وتربية البنات بابا من أبواب الجنة.
وفي زمننا هذا، استقر الغرب علي عقول الدهاة باسم الحضارة الحديثة، وبدأ يتاجر بالمرأة المسلمة وسمعتها وجمالها وزينتها، فتجاوزت حدود الأدب والدين سافلة متبرجة، تستغل جمالها للحفلات الماجنة لجمع الأموال وجلب الزبائن والمباهاة في حوانيت اللهو واللعب، وبذلك غلبت الشهوات حتي علي حنان الأطفال، وعقول من الرجال.
فلا بد للسادة وقادة الأمة أن يتقوا الله، ويعيدوا الأمة إلي أصل دينها، حتي يرجع للأمة الإسلامية شأنها المفقود من جديد كما كان في القرن الأول، فتلزم بناتنا بالأحكام والآداب وفق شرع الله ودينه بإذن الله تعالى .
ولله در القائل:
يا بنتي إن أردت آية حسن وجمالا يزين جسما وعقلا
فانبذي عـادة الـتبـرج نبذا فجمال النفوس أسمي وأعلي