ترجمة موجزة عن الشيخ حضرة مولنا غلام مصطفى السندي القاسمي
إن مقالتي اليوم تتحدث عن شخصية بلغت صيتها في آفاق البلاد، لكن للأسف إنه لم يكن بيننا حاليا، بل ترك ذكراه بيننا، شخصيته معروفة، لا يحتاج إلى تعرف مزيد، نعم، إنه الشيخ حضرة مولنا غلام مصطفى السندي القاسمي رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
أنقل ترجمته المختصرة مقتبسا من كتابه "مختصر القدوري" بتغيرات بسيطة في الكلمات والعبارات، وها هي أمامكم.
لقد ذَكَرَ في ترجمتِهِ أنّه قَدْ وُلِدَ في قرية "بنبو خان" من مضافات مدينة "لاركانه" فعندما بلغت سنُّه ما يقارب ثلاث سنين توفي أبوه، فتربَّى بحجر أمه، وجَدِّهِ، فلما بلغ الخامس من عمره بدأ يتعلم القرآن الكريم، ثم بعد ما تعلم القرآن الكريم أقبل على دراسة الكتب الفارسية في المدرسة التي تقع في قريته، ثم شرع الكتب العربية عند الشيخ أبي الحبيب الميروخاني، وقرأ عليه الكتب الابتدائية من إرشاد الصرف إلى هداية النحو، أما بقية العلوم من المنهج النظامي والفنون الأخرى فقد قرأ على العلامة الكورائي السندي ثم قاده حرصُه لأخذ الحديث إلى دارالعلوم ديوبند" فسافر وحضر في خدمة الشيخ مولنا حسين أحمد المدني - رحمه الله تعالى_ وقرأ عنده الحديث، فنال منه الإجازة العامة في الحديث.
وخلال إقامته في جامعة دارالعلوم ديوبند زار العلماء الكبار، مثل الشيخ العلامة عبيدالله بن الإسلام السندي الذي رجع بعد ما غاب عن وطنه خمسة وعشرين عاما، ثم حضر لديه في المدرسة دار الرشاد" فقرأ عليه شيئا من ترجمة القرآن وكتاب السطعات والخير الكثير والبدور البازغة وطالع عنده حجة الله البالغة، ثم حصل منه الإجازة العامة لتك الكتب، ولجميع العلوم والفنون، ثم اشتغل بعد ذلك في التدريس والمطالعة، ولقد مارس هذه المهنة عشر سنين من الصباح إلى المساء بجهد تام، واستفاد منه خلق كثير، ثم ألف كتبا كثيرة.
ولا يخفى أن قد علق على مختصر القدوري حاشية تنطوي في طيها مزايا تالية:
- لقد ذكر في دلائل المسائل أحاديث صحيحة وبين مخارجها.
- في مواضع كثيرة من مسائل صعبة ذكر القول المفتى به.
- في البدء ذكر مقدمة مبسوطة بالتحقيق على الفقه الحنفي يشعر ضرورتها كل من يطالعها.