هجوم مسلح في "بي باريا" على إحدى الجامعات (بنغلاديش)
في ١١-٠١-٢٠١٦م حدث في "بي باريا" هجوم مسلح على إحدى الجامعات الإسلامية العربية ببنغلاديش، مما أدت إلى مقتل طالب علم وجرح العشرات، وقام العديد من رؤساء الجامعات الإسلامية بإدانة هذا العمل الإرهابي الجبان الذي شنه أحد المنتمين إلى الحزب الحاكم "عوامى ليغ" وضرب وأهان أحد طلاب الجامعة اليونسية الإسلامية العربية الواقعة في محافظة "بى باريا"، وعندما وصل الخبر إلى الجامعات الأخرى خرج عدد من الطلاب للاحتجاج، ولكن المنتمين إلى الحزب الحاكم اشتبكوا مع الطلاب. ثم تعدى الأمر إلى الهجوم على الجامعة، وقد ساعدت الشرطة بقيادة شرطي هندوسي المهاجمين فى الهجوم على الجامعة وطلابها الأبرياء وانتهكوا حرمة مسجد الجامعة، وقد قتل في هذا الهجوم الطالب الحافظ لكتاب الله تعالى مسعود الرحمن كما جرح العشرات.
وكلنا يعلم أن كثيرا من وزراء هذه الحكومة يعتقدون أن هذه المدارس الإسلامية والجامعات منبت الإرهابيين، وأن معظم قيادات المنظمات الإرهابية قد تخرّجت في تلك المدارس. فأحيانا نسمع أن بعضا من هؤلاء الوزراء ينصحون الحكومة بإجراء تعديلات في نظام المدارس، واتخاذ إجراءات إزاء أنشطتها وتمويلها المالي من داخل البلاد وخارجها. حتى دعا بعض الوزراء على رأسهم وزير الإعلام "حسن الحق إنو" إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المدارس والمعاهد الدينية قائلا : إنّ جهود الحكومة المبذولة إزاء المدارس الدينية المتطرفة غير كافية.
وجاء في الخبر أن الحكومة شكلت لجنة من رجال الدين وعلى رأسها فضيلة الشيخ فريد الدين مسعود حفظه الله ومسؤولين حكوميين بهدف العمل ضد الإرهاب.
في المقابل، ثمة أحزاب دينية لها نفوذ كبير في البلاد تقبل إجراء الإصلاحات في المدارس بصورة شفافة ونزيهة كما تدعي. لكنها في الوقت نفسه تبدي استعدادها للوقوف في وجه أي حملة ضد تلك المدارس، وأنشطتها الدينية والتعليمية. وقد طالبت تلك الأحزاب من الحكومة بوقف الحملة ضد المدارس تحت غطاء الإصلاحات. وهددت مراراً بتنظيم احتجاجات شعبية ومحاصرة المباني الحكومية. يا حبذا لو عقدت الاجتماعات والمؤتمرات في المدارس لإدانة هذه الجرائم البشعة، ويا ليت لو يؤدي العلماء ومديري الجامعات والمدارس والطلاب دورهم أعقاب مثل هذه الأحداث التي تشوه صورة الجهات الدينية والمجتمعات الإسلامية ويخرجوا من الأسوار ويثبتوا أنهم ليسوا في عالم آخر وليسوا أعداء الوطن بل هم يحبون الوطن ولا علاقة لهم بمثل هذه الفئات المتطرفة والجهات المعادية للدين والوطن والانسانية.
لماذا نلوم وسائل الإعلام على مواقفهم المتشددة تجاه المدارس ونحن ساكتون على هذه المجازر؟؟ نحن الذين نعطيهم فرصة الاتهام والطعن والتطاول، فلو خرجت المدرسون بطلابهم في كل المدن من مراكزهم التعليمية إلى الشوارع وعقدوا المؤتمرات المبينة والشارحة لموقفهم بوجود التغطية الإعلامية، لأدى ذلك إلى إسكات الخصوم وتبيان الموقف الحقيقي لهذه المدارس.