مسلمو بورما يُذبحون.. والعالم يتفرج علي الطعيمات!
من يطل على بورما أو ما تعرف اليوم باسم ميانمار، التي يسمى سكانها بالبورميين وأغلبهم من البوذيين، من شرفة التاريخ والانسانية، يصدم فورا من حجم ومساحة الكراهية لمسلميها، وللعنصرية الكريهة التي تترجم بمذابح حقيقية بالسكاكين او الحرق في قراهم بشكل جماعي والتهجير وغيرها من الاساليب الوحشية، والتي ترقى الى حرب ابادة على يد جماعة «الماغ» البوذية المتطرفة، تشير إلى رغبة جامحة في ابادة المسلمين الذين يعرفون في بورما بـ «الروهينغا»، وهم الطائفة الثانية بعد «البورمان»، ويصل عددهم الى قرابة الـ 10ملايين نسمة يمثلون 20% من سكان بورما او «ميانمار» البالغ عددهم أكثر من 50 مليون نسمة، يتركزون في ولاية أراكان المتاخمة لدولة بنغلاديش وينتمون إلى شعب روهينغا.
مسلمو إقليم «أراكان» والذي كان في يوم ما دولة اسلامية، أو لِنَقُل: مسلمي «الروهينغا»، أو مسلمي بورما، فالأمر سيان، كانوا وما زالوا ضحايا لمختلف الأنظمة التي تقلبت على حكم هذا البلد، فهم يعيشون جحيما حقيقيا، فقد أحرقت أو دمرت قرى بأكملها فوق رؤوس أهلها، ولم يكن الموت وحده يطاردهم من مكان لآخر، بل وأقدمت السلطات إلى نزع مواطنيتهم واعتبرتهم غرباء عن وطنهم، لايحق لهم البقاء فيه، فلا حق للمسلمين في بورما في الحياة ولا حق لهم بالمواطنة !!.. أمر أغرب من الأساطير.
واللافت أن المجازر الوحشية المستمرة والاضطهاد الذي يلاحق مسلمي بورما، لا تلقى صدى عند الغرب وحتى الدول العربية والإسلامية، بالرغم من أن الأمم المتحدة تعترف بأن مسلمي بورما، أكثر الأقليات في العالم اضطهادا ومعاناة وتعرضا للظلم الممنهج من الأنظمة المتعاقبة في بورما.
كل ذنب المسلمين في بورما انهم احفاد حملة منارة المساواة والحرية والاخاء والعلم والهدى للبشرية، احفاد الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص بن مالك رضي الله عنه الذي نشر الاسلام في تلك البلاد ومجموعة من التابعين وأتباعهم، واللافت في الأمر هو أن أكثر المسلمين الاراكانيين ينحدرون من أصول عربية حيث يعود نسبهم الى المسلمين في اليمن والجزيرة العربية وبعض بلاد الشام والعراق والقليل من أصول فارسية، من دون ان يحرك العالمان العربي والاسلامي ساكنا على المستوى الدولي، لانقاذ شعب «الروهينغا»، من حفلاتِ الموت الجماعية، وحفلات حرق الجثث في محارقَ أشبهَ بالمحرقة النازية التي تحدَّث عنها العالَمُ، تحرك ينقذ نساءهم وأبناءهم من الذل والاضطهاد و الاغتصاب.
فموقف الدول الاسلامية مما يتعرض له المسلمون في بورما يضع علامات استفهام كبيرة ومشروعة حول مقولة ان «مجتمع المسلمين كالجسدِ الواحد، أو هكذا ينبغي، اذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالحمَّى والسهر»، فأين منظمة التعاون الاسلامي؟، واين هم علماء المسلمين؟! واين جامعة الدول العربية ؟ عما يجري من حفلات الذبح والتشريد في اطار حرب الابادة اللتي يتعرض لها شعب «الروهينغا» منذ العام عام 1938م عندما قام البوذيون بارتكاب المجزرة الاولى وقتل فيها ما يقرب من ثلاثين ألفا من المسلمين تحت أنظار المستعمرين الانجليز آنذاك ؟ بل اين هو الضمير العالمي الذي ينهض ويقيم الدنيا ولا يقعدها لاقل الامورهامشية وقيمة انسانية. عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم، واعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن ..! خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات ! وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه..! بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب. لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس..! فبناء الإنسان.. يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم.. يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي: 1/اهدم الأسرة. 2/اهدم التعليم. 3/اسقط القدوات والمرجعيات. *لكي تهدم اﻷسرة: عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب"ربة بيت" *ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه. *ولكي تسقط القدوات: عليك بـ (العلماء) اطعن فيهم قلل من شأنهم، شكك فيهم حتى لايسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد. فإذا اختفت (اﻷم الواعية) واختفى (المعلم المخلص) وسقطت (القدوة والمرجعية) فمن يربي النشئ على القيم؟!!