سنة الله في عباده
إن من سنن الله تعالى في عباده أنه قد يطالبهم بأمر يشق على النفس، ويتطلب مكابدة وتضحية في ظاهره، ويُقصد بذلك تمحيص إيمان العباد، فالذي رحب به بالسمع والطاعة، وشمر عن ساق الجد لامتثاله بكل ما أوتي من مقدرة وموهبة يجعل الله له من كل ضيق مخرجا بتحويل تلك المشقة راحة وعافية، ويكتب له أجر الامتثال كاملا موفورا، إلى جانب الذكر الجميل والثناء العطر له في الناس، فهكذا يجمع له خيري الدنيا والدين...وفي مقابل ذلك من ارتبك لأجله واضطرب واثاقل إلى الأرض، واتبع هواه بمخالفة أمر الله هاربا من المكابدة والتضحية أسلمه الله إلى نفسه، ولايتأتى له القرار في شؤونه، فيخسر الدنيا والآخرة...وإن شئت فتأمل في قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل - على نبينا وعليهما الصلاة والسلام - :{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ...إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ...وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم...ٍوَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِين...َسَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ}.
???? يوسف عبدالرحمن الخليلي ٢١ رمضان ١٤٤١ ھ