معرض اللغات العالمية ، بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم- 2015
معرض اللغات العالمية
بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم- 2015 بقلم: شهاب الدين
قضيت اليوم في شغل شاغل في معرض اللغات العالمية الذي أقيم في قاعة المتحف الوطني بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم. قد شارك في هذا المعرض سبع وعشرون لغة عالمية من البنغالية والعربية والهندية والسواحلية والعبرية والفارسية والأردية والفلبينية والصينية والإنجليزية والبرتغالية والروسية واليابانية والإيطالية والإندونيسية والألمانية والتركية والنيبالية والأسبانية وغيرها من لغات العالم.. كان المعرض ممتعا جدا جدا، استهله وزير الثقافة أسد الزمن نور، والأديب الشهير أبو سعيد محمد عبد الله، قام الضيفان المبجلان بزيارة جميع أركان اللغات، وتبادلا كلمات مفتوحة مع المسؤولين عن الأركان.. ثم أذن عامة الناس بالدخول. قد بدت على وجوههم أمارات السرور والعجب مما روأوا من مجموعات لغات عالمية وأصحابها الذين يتكلمون بها تحت سقف واحد!! أنواع من الإلقاء... لمسات من الحب... تقارب أجناس متنوعة... ألسنة مختلفة... "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين".. حاولنا أن نزدان ركننا –ركن اللغة العربية- بموضوعات شتى نظرا إلى مذاق الزوار... منهم الباحثون.. والمستمتعون... والمتجولون... والأطفال... والأجانب من غير المسلمين... قد جمعنا للأطفال مجموعات من كريكاتوريات عربية ذات عظة وعبرة، قدمناها عن طريق الشاشة الجدارية.. وملصقات ملونة لحروف الهجاء مع الصور.. وطرق تعلم الخطوط العربية.. وغيرها.. وأحضرنا للباحثين التراث العربي القديم، والتاريخ الوجيز للأدب العربي، ورحلة الخط العربي من قديم الزمن إلى الآن.. واللهجات العربية و بعض أصواتها، وتاريخ الأمثال العربية مع بعض النماذج، والقبائل العربية وأيامها، دور العربية في حفظ تراث لغات أخرى، وخدمات رجال بنغلاديش في مجال اللغة العربية، مميزات اللغة العربية عن أخواتها من لغات العالم وبحوث الماجستير في مواضيع شتى لطلبة قسم العربية بجامعة داكا، وأوضحنا طرق تعلم اللغة العربية كلغة ثانية وتعليمها.. وجمعنا للمستمتعين ملصقات خطوط مختلفة ملونة جذابة من خطوط الطغرى والكوفي والرقعة والنسخة والمغربي وغيرها.. وتقديم صور حية للتراث العربي في الشاشة، وتقديم خريطة ملونة للدول العربية مع تعليقات قصيرة عن اللغة العربية.. وأما الأجانب من غير المسلمين فاهتممنا بهذا الجانب اهتماما بالغا لتقديم جمال هذه اللغة والقرآن والإسلام وإيضاح الأصوات العربية.. قد تلقينا من عامة الزوار البنغلاديشيين إقبالا خاصا إلى اللغة العربية... كان ركننا –ركن العربية- مكتظا بالزوار من استهلال المعرض إلى أن ينتهي.. كثير من الزوار من الرجال والنساء أبدوا رغبتهم الجامحة في إصلاح أصواتهم لتلاوة القرآن الكريم، حتى ما وجدت طفلا لا يستطيع أن يقرآ الحروف العربية ولا يعرفها... إن هذه الحروف العربية يعرفها أطفال بلادنا، لأنهم مسلمون، ويتلون القرآن في بيوتهم... وأعجبني جدا أن أهل بلادنا قد أعربوا عن احترامهم البالغ نحو هذه اللغة... وأبدوا حزنهم العميق لضعفهم في العربية... بعض من الزوار طلبوا منا معلمين لتعليمهم القرآن في بيوتهم ومكاتبهم! نحن كتبنا أسماء الزوار في اللوحة والأوراق بخطوط مختلفة، فاستعجبوا من أسمائهم بالحروف العربية... وأخذوها ووضعوها في جيوبهم مع الأدب والاحترام... كان هذا المعرض مناسبة ملائمة للدعوة، حاولنا أن نستفيد منها كل الاستفادة، تحدثنا مع من زارنا مع وجه طلق وبكل سرور ورغبة... وجدنا بعض الزوار فرحين جدا حين علموا معاني أسمائهم وانتمائهم إلى الأنبياء عليه السلام اسما... قلوب أهل بلادنا لينة جدا.. لهم رغبات في الدين و تعلمه... هم يخافون النار... ويشتاقون إلى الجنة... ولكن لم نستطع أن نقترب منهم بالحكمة..