ما الحكمة في استعمال قلمين بلونين مختلفين
طالب علم مهما يكبر في سنه، ويتقدم فيها لكنه في النهاية هو طالب علم، فتصرفاته أيضا في بعض من الأحيان تكون مضحكة، فالذي أضحكني اليوم هو كلام طالب علم عند ما سألته: ما ذا كتبت من تعبيرك في بحثك وفي مقالتك، فإجابته لم أكن متوقعا أنها تصدر من مثله وهو قد بلغ إلى مرحلة نهاية الدراسة، لكنه أصدرها خلاف توقعاتي...
وبما أن الطلاب هذه الأيام مشغولون بكتابة المقالات والبحوث، فنظرا إلى تعبيرهم، أستاذنا قد كلف كل طالب من طلبة العلم أنه يستعمل قلمين بلونين متنوعين، حيث أن القلم بلون الأسود يستخدمه حين ينقل عبارة بأكملها من كتاب واحد ومن كتب عديدة في بحثه وفي مقالته، والقلم بلون أخضر يستعمله حين يكتب من تعبيره حتى المدقق حين تدقيق بحثه ومقالته مباشرة يعرف من خلال اللونين المختلفين بأنه من تعبيره وأنه منقول من كتب أخرى...
فبدأ الطلاب كلهم يعملون بما قال أستاذنا في مقالاتهم وبحوثهم، غير أن هذا الطالب الذي أجابني إجابة مضحكة حتى أخرجني عن طوري، وأنا أيضا صرت متفكرا طويلا كيف أجاب بهذه الإجابة، والحكاية تبدأ لما طلبت من الطالب تقديم بحثه ومقالته فقدمها إلي لأدققها، فلما رأيت اللون الأخضر على الآيات القرآنية فسألته: أين تعبيرك في مقالتك هذه؟ فأجابني مباشرة دون تفكر: إنه تعبيري أنا وكان يشير إلى الآيات القرآنية، فسألته: كيف هذا تعبيرك؟! فقال لي: يا أستاذي المكرم، قد كتبتها دون النظر إلى القرآن الكريم فلذا أصبحت هذه الكتابة من تعبيري، فقلت له: اتق الله يا رجل، فإنه كلام الله سبحانه وتعالى فلا يمكن أن يكون من تعبيرك.