حياة الإنسان بين أربعة...
تبركا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما قال: خطَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم خَطًّا مُرَبَّعًا، وخَطَّ خَطًّا في الوَسَط خارجا منها، وخَطَّ خُطَطا صغارا إلى هذا الذي في الوَسَط مِنْ جانبه الذي في الوَسَط، فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به – أو قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخُطَط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا...
يتضح من هذا الحديث أن الإنسان ما جاء إلى هذه البسيطة للبقاء الأبدي، وإنما قدومه إلى هذه الدنيا لعدة ساعات، ولأجل معين، فإن جاء أجله لا يتأخر ساعة ولا يتقدم، فإذن كل واحد منا يسافر من هذه الدنيا ويغادرها، فنحن جميعا كعابر سبيل أو غريب، كما جاء في رواية عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل".
فإن هذا الحديث يشعرنا حقيقة وجودنا في هذه الدنيا، فنقضي حياتنا كمسافر، وأضيف إلى ذلك أن حياتنا لا تخلو عن أربعة أشياء:
أولا: إما تكون حياتنا في طاعة الله ورسوله، فعلينا الاستمرار فيهما ونشكر الله عزوجل أنه وفقنا لقضاء حياتنا فيهما.
ثانيا: وإما تكون حياة أحد الإخوة في معصية، فعليه أن يعيد النظر في حياته ويستغفر الله سبحانه وتعالى ويلتزم به حتى يبتعد عن جميع المعاصي.
ثالثا: إما تكون حياتنا في نعم قد منحنا الله سبحانه وتعالى فعلينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى عملا بقوله عز وجل: لئن شكرتكم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد.
رابعا: إما تكون حياة أحد الإخوة في بلية، فعليه أن يصبر، فالله سبحانه وتعالى يكفر الله بها من خطاياه، كما رواه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم – حتى الشوكة يشاكها- إلا كفر الله بها من خطاياه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرضى عنا جميعا وأن يوفقنا للقيام بأعمال الخير.