يوم مطير
يوم مطير
خرجت من البیت إلى المسجد لصلاة الفجر، فما إن نزلت من السلم إلا وقد شممت رائحة قطرات المطر، كانت تقبل جبين الأرض بلطف و حنان، فمضيت متمتعا بهذا الجو اللطيف إلى المسجد، بعدما انتهيت من الصلوة في مسجد عالمكير فإذا بالناس كانوا يصافحون إمام مسجد عالمكير شيخي وأستاذي ، فتذكرت أنه سوف يرتحل اليوم إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فتوجهت نحوه، وودعت شيخي وطلبت منه الدعاء مترنما بھذا الشعر الذي قاله الشاعر طالبا من ريح الصبا، وكأني أقولها بلسان حالي طالبا من شيخي:
إن نلت يا ريح الصبا يوما إلى أرض الحرم .......بلغ سلامي روضة فيها النبي المحترم .....فكان الشيخ فحوى هذا الطلب الذي قدمت إليه...
ثم خرجت من المسجد فإذا بي تذكرت موعد الرياضة والمشي مع عميد القسم العربي الشيخ كاشف جليل، فلما اقتربت من بيتي رأيته وكان ينتظرني ، فالتقينا وتوجهنا إلى حديقة "كوكن"، وكنا نتمتع بقطرات المطر التي تقع على أجسادنا، وتلمس أعضاءنا بكل هدوء۔۔۔ فتمتعنا باستنشاق الهواء الطلق، فمن خطوة إلى شوط، إلى جولة، إلى خمس جولات، ثم رجعت إلى البيت مسرورا ونشيطا، ثم ذهبت إلى المدرسة، فبدأ المطر يهطل هطلا، فنظرا إلى روعة الجوً وحسن الطقس أعلنت عمادة المعهد بعطلة ذلك اليوم، فتهللوا بشرا ورجعوا إلى بيوتهم متمتعين، وبينما كنت أتصفح في الكتب عن السنن المهجورة إعدادا لطلبة التخصص في اللغة بشأن الأمسية الثقافية التي كان موضوعها " إلى السنة النبوية يا شباب!" ..... إذ وقع نظري على سنة مهجورة مناسبة لتساقط المطر، وهو
تعريض الجسم للمطر عند نزوله:
عن أنس رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مطرٌ. قال: فحسر " أي: كشف" رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثوبه حتَّى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله!! لم صنعت هذا؟. قال:لأنَّه حديث عهد بربِّه.....رواه مسلم في صحيحه، فأعجبت بهذه المصادفة، واعتبرتها توجيها من الله سبحانه وتعالى إلى هذه السنة المهجورة.... فالحمد لله، نظرا إلى. فضل إحياء السنة والقيام بنشرها أشرت على لجنة التفكير بشأن الدعوة عبر الإعلام، فإنهم كذلك استحسنوا هذه الفكرة، فتلقوها بالقبول ونشروها بعد التصميم، ونالتها أيدي الناس بالقبول واحتسبوا الاغتسال والتعرض للمطر، فنشرت هذه الصورة باللغة الأردية على صفحة فيسبوك الرسمية لمعهد الخليل الإسلامي، ووصلت إلى ما يقارب خمسمائة شخص، ولله الحمد والمنة،
ثم صليت الظهر، ورجعت كذلك إلى بيتي وقد بلل المطر ثيابي، فهكذا مضيت سائر اليوم بتلذذ ومتعة جسدية وروحية، ولله الحمد والشكر على ذلك.