سلسلة ثلاث دقائق ، الحلقة - 2
*)- خرج الأعمش يومًا وهو يضحك، فقال لأصحابه: أتدرون مِمَّ أضحك؟ قالوا: لا. قال: إني كنت قاعدًا في بيتي، فجعلت ابنتي تنظرُ في وجهي، فقلت: يا بُنية، ما تنظرين في وجهي؟ قالت: أتعَجَّب من رضا أمي بكَ!.
*)- عرض بعضُهم جاريةً على البيع، فقيل له: هي دقيقةُ الساقين. فقال: تريدون أن تبنوا على رأسها غرفة؟!.
*)- رأى أعرابيٌ سراويل في فلاة، فأخذها ظنًّا منه أنها قميص، ولكنه لم يدرِ كيف يلبسها؟. فمرَّ يعدو، ورماها، فلقيه رجل، فقال: مالك يا أعرابي؟ قال: أصبت قميصًا للشيطان، وأخاف أن يلحقني فيقول: لِمَ أخذت قميصي؟!
*)- سُئل جحا: كم عُمرك؟ فأجاب: أربعون سنة. وبعد مضي عشر سنوات سُئل السؤال نفسه، فأجاب: أربعون سنة. فقالوا له: ويحك، منذ عشر سنين قلت: إنك في الأربعين. فكيف تبقى عليها؟ فأجاب: الحُرّ لا يرجع في كلامه.
*)- قدَّم المتوكل لأبي العيناء سكباجةً، فجعل لا تقع يده إلا على عظم. فقال أبو العيناء له: جُعلتُ فداك، هذه قِدْرٌ أو قَبر؟!.
*)- قال أبو كعب القاص في قصَصه: كان اسم الذئب الذي أكل يوسف: «رغمون». فقالوا له: فإن يوسف لم يأكله الذئب!. قال: إذن فهو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف!.
*)- مَرَّ رجلٌ بمزبِّد وهو جالس يتفكر، فقال له: في أيِّ شيء تتفكر؟ قال: في الحج، قد عزمت عليه السنة. قال: فما أعددت له؟ قال: التلبية، فما أقدر على غيرها!.
*)- ركب أبو علقمة النحوي بغلًا، فلمَّا رآه أبو عبد الرحمن القرشي، قال له: إنَّ لبغلك هذا منظرًا حسنًا، فهل له مع حسن منظره، خبر تقصُّه عنه، قال: سبحان الله، أو ما بلغك خبره؟ قال: لا. قال: خرجت عليه مرَّة من «مصر»، فقفز بي قفزة إلى «فلسطين»، والثانية إلى «الأردن»، والثالثة إلى «دمشق». فقال: أبو عبد الرحمن: قل لأهلك أن يدفنوه معك في قبرك، فلعله يقفز بك إلى الصِّراط، فيصير هو إلى الجنة وتصير أنت إلى النار، بإذن الله!.
*)- وقع بين الأعمش وبين امرأته وحشةٌ، فسأل بعض أصحابه من الفقهاء أن يرضيها، ويصلح بينهما، فدخل إليها، وقال: إنَّ أبا محمد شيخ كبير، فلا يزهدنَّكِ فيه عَمَشُ عينَيه، ودِقَّةُ ساقَيه، وضَعْفُ ركبتَيه، ونَتْنُ إبطَيه، ونَجْرُ فِيْهِ وجُمودُ كَفَّيه. فقال له الأعمش: قُمْ - قبحك الله -، فقد أريتَها من عيوبي ما لم تكن تعرفه!.
*)- روى الجاحظ أنَّ واليًا أُتيَ برجلٍ جنى جنايةً، فأمر بضرب رأسه. فلما مُدَّ قال: بحقِّ رأسِ أمِّك إلا عفوت عني. قال الوالي للجلَّاد: أوجعْ. فقال الجاني: بحقِّ خدَّيها ونحرِها. قال الوالي: اضربْ. قال الجاني: بحقِّ ثدييها. قال: الوالي: اضربْ. قال الجاني: بحقِّ سُرَّتها. قال الوالي: ويلكم، دعوه، لا ينحدر قليلًا!.
*)- قال الجاحظ: أتتني امرأةٌ وأنا على باب داري، فقالت: لي إليك حاجة، وأريد أن تمشي معي. فقمت معها إلى أن أتتْ بي إلى صائغ، وقالت له: مثل هذا. وانصرفت، فسألت الصائغ عن قولها، فقال إنها أتتْ إليَّ تسألني أن أنقش لها على خاتمٍ صورةَ شيطان، فقلت لها: ما رأيتُ الشيطان لأنقش صورته، فأتتْ بكَ، وقالتْ ما سمعتَ.
*)- سأل رجلٌ فقيهًا - فيه غفلة -، فقال له: أيجوز أن يتزوج المرأة ابنُها؟ فقال له: في ذلك تفصيلٌ: إن كانت بكْرًا جاز، وإن كانت ثيِّبًا لا يجوز. فقال: ما سمعت هذا التفصيل أبدًا. قال: ولن تسمعَ من غيري.
*)- سرق رجلٌ حمارًا، ودفعه إلى آخر ليبيعه، فسُرِق منه، فعاد إلى الأول. فقال: بعت الحمار؟ قال: نعم. قال: بكم؟ قال: برأس المال.
*)- قال بعضهم: مررت بقوم قد اجتمعوا على رجل يضربونه، فقلت لرجل يجيد ضربَه: ما حال هذا؟ قال: والله ما أدري ما حاله، ولكنني رأيتهم يضربونه، فضربته معهم، لله عز وجلَّ، وطلبًا للثواب.