كدتُ أن أبكي بمجرد رؤيتها!
منذ ثلاثة أو أربعة أشهر ويدي لم تمسك قلما لكتابة موضوع لنشره على موقع شبكة المدارس الإسلامية لعديد من الأسباب التي لا يناسب ذكرها هنا، وذلك لأني لو بدأت ذكرها هنا فلا أتمالك نفسي من لومتها نفسها، فلذلك لم أكتبها هنا ولا يفهم أحد أنني لا أكتبها أبدا، بل لو جاء الموقف المناسب لذكرها أذكرها بإذن الله. ولكن حاليا أردت العودة إلى عمل ما كنت أفارقه ليل نهار حتى أسجل لحظات حياتي من جديد، ودون المبالغة أقول: لما أعد إلى قراءة تلك اللحظات التي سجلتها تحت عنوان يومياتي في السنين الخمس لأشعر وكأنها تمضي الآن.
وخلال تسجيل تلك اللحظات قد ذكرت بعض شخصيات ما يتعلق بها، وقد رحل بعضهم الذين كانوا قريبين من قلبي، وكنت أفتخر بوجودهم في حياتي. وعند ما كنت أذكر حولهم في كتابتي كنت أفخر به وأنا رافع رأسي أمام الجميع، ولو أبحث عن مثلهم الآن بين أقربائي وزملائي وإخوتي فحقيقة لم أجد مثلهم. هذا لا يعني أن الذين فيما بيننا هم ليسوا أشخاصا قيمين، ومحبوبين، بل أقول: إنهم أيضا محبوبون على قلبي، ولكنهم ليسوا بأولئك، فهم كانوا مخلصين في غاية الإخلاص، وكانوا خبيرين في فنونهم.
تذكرت شخصية واحدة من تلك الشخصيات التي فارقت هذه الدنيا الفانية، نعم، إنها شخصية جدتي ـ رحمها الله تعالى ـ التي توفيت قبل أربع سنوات، فكانت تعرف أسراري تماما وقبل أن أقول لها شيئا كانت تقول لي نفسه، وكأنها كانت تعلم ما في قلبي من خلال قرائتها وجهي. الحمد لله كل يوم أذكرها في دعواتي وأتلو القرآن الكريم ثم أوصل ثوابه إليها وإن شاء الله تكون الآن في الجنة متمتعة بنعم الله ـ سبحانه وتعالى ـ وهذا هو ظني في أمرها.
أكرر الذكر بأن تلك الجدة التي توفيت كانت من قبل أبي. أما جدتي من الأم فهي ما زالت على قيد الحياة، ولكنها مريضة فلما جاءت اليوم إلى بيتي كدت أن أبكي بمجرد رؤيتها لأنها تشبه جدتي المرحومة، ولكني تمالكت نفسي وتحدثت معها قليلا ثم جئت إلى غرفتي لأنها كانت تشعر بنعاس شديد بسبب تناولها الأدوية، فتركتها على فراشها حتى تستريح وأنا جلست أمام الحاسوب حتى أجعل عودتي إلى الكتابة. فها أنا عدت من جديد إلى عملي القديم، فأسأل الله ـ تعالى ـ أن يوفقني وأن يجعل عملي هذا خالصا له ونافعا لي وللقراء.
بتاريخ 19-07-2022م يوم الثلثاء.