أخيرا لقد علمت عملا نافعا في هذا اليوم!
منذ البارحة وأنا لا أجد نشاطا حيوية في جسدي، كما ينبغي. والأمر من ذلك أشعر الخمول مع الآلام في جسدي، فما استعطت أن أفعل أي شيء حتى تلاوة القرآن أيضا صار ثقيلا علي. أما الكتابة والمطالعة فما كان في وسعي القيام بهما. فلذلك لم أطالع ولم أكتب شيئا، بل قضيت أوقاتي في أفكار لا نتيجة لها وأنا مستلق على أرضية الغرفة.
ونفس الوضع كان في الصباح حيث لما استيقظت للفجر شعرت أن صحتي لم تتحسن بعد، فأديت الصلاة ثم جئت من جديد إلى فراشي حتى نمت إلى السابعة والنصف، ثم حضرت في الصف، فجاءني الطلاب وقدموا إلي كراساتهم ولكني قلت لهم: اليوم لا أستطيع تدقيقها والسبب هو أن دماغي لا يعمل جيدا اليوم، ثم أرسلتهم إلى أستاذهم المباشر حتى يسمع منهم درسا آخر، فسمعه منهم.
ثم أخذت أغراضي ووضعتها في سيارتي وخرجت من المدرسة متوجها إلى الجامعة. ولما جئت هنا رأيت أن الأساتذة مشغولون في إعداد مناهج دراسة لصفوف مختلفة. فشاركت معهم فيه حتى كمل. وكان عندهم اليوم جلسة مع عميد الكلية، فذهبوا عنده، وأنا صرت وحدي في القسم. فتفكرت ما ذا علي أن أفعل؟ أنظر إلى جدران القسم وأنا متفكر! وتارة أدير نظري إلى المراوح التي تشتغل من رغم أننا دخلنا في بداية الشتاء، وأنا متفكر! وأحيانا أنظر إلى الكتب الموضوعة على الكراسي التي نقلت من مكتب رئيس قسم اللغة العربية إلى غرفتنا وأنا متفكر! لماذا نقلت تلك الأغراض من غرفة رئيس القسم إلى غرفتنا؟ وهذا السؤال قد تسألني وأنت بعيد عني، فلذلك أحببت إجابته أن يتولد ذلك السائل في دماغك. فأقول: نقلت تلك الأغراض منها، لأن غرفته يصبغها الصباغون، فلذلك أخرج كل ما فيها من كتب وطاولات وكراسي ودواليب، وأرشيفات. وقد اكتملت عملية صبغها أمس، ومع ذلك لم ننقل أغراضها إليها لكثرة زحمة أمور القسم.
وفجأة جاءتني فكرة لماذا لا أكتب مقالة من مقالات يومياتي الآن حتى أكون فارغا مساء اليوم، ثم لا أنسى أن مساء اليوم عندي سفر، وقد لا أتمكن من كتابتها، فأسرعت في أخذ الحاسوب، وتشغيله، ثم بدأت كتابة تلك المقالة، وها هي آخر كلمات من كلماتها، راجيا أن تكون نافعة ومفيدة للقراء.
حررت بتاريخ: 04-11-2021م