عزائمهم كانت عالية: من سلسلة يومياتي بقلمي.
البارحة لما جلست في مكاني تذكرت أني لم أكتب اليوم حول موضوع ما، فأردت بدأ الكتابة ولكن إخوتي جاءوني طالبين سائلين حول تعلم الإنشاء، فأخبرتهم بأن تعلم الإنشاء يحتاج إلى تدريب وتمرين، فمن أحب منكم أن يكون ماهرا في الإنشاء فلا بد له أن يمرن نفسه ويدرب نفسه على الكتابة ثم كانوا يسألوني ما ذا نكتب؟ فأخبرتهم بأنكم تكتبون ما تشاهدونه، وهذا يسهل عليكم حيث إنكم لا تحتاجون إلى تفكير عميق. وهذا ما جربته أنا في حياتي حيث لما بدأت تعلم الكتابة والإنشاء فشرعته من حولي ومما أشاهده. فكنت أكتب في البداية أمورا عجيبة ثم بمرور الوقت بدأت أتعلم الكتابة حول الأشياء.
وهذه هي المرحلة الأولى أما المرحلة الثانية فهي كثرة المطالعة حيث يطالع متعلم الإنشاء كتبا باللغة العربية، فكلما يكثر مطالعتها كلما يجد من خلال مطالعته أساليب كثيرة فيستعملها في كتابته، أما لو لم يطالع فربما يبقى على نفس المستوى في الكتابة، ولا يتقدم ولا يترقى فيها. فلذلك لا بد له أن يحدد وقتا خاصا لمطالعة كتب عربية حتى يكسب خبرة منها، ثم يطبقها على كتابته.
فكلمتهم حول هذا الموضوع وسمع أولئك الطلاب ثم عزموا على تعلمه وأخبروني أنهم اشتروا كراسة خاصة لهذا الغرض، ويريدون الكتابة فيها ما يشاؤون، فهنأتهم وباركتهم في عزائمهم، ودعوت لهم، وأسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يتقبل أدعيتي في حقهم جميعا وأن يجعلهم فائزين بالحصول على هدفهم العالي.