كيف نحافظ على بيئة اللغة العربية؟
من أهم تعليمات تعلم اللغة العربية هو توفير بيئتها، فكلما تتقوى بيئتها يتقوى تعلمها، وإلا فلا يتقوى تعلمها بل قد يكون رسميا فقط. فلذلك على كل واحد سواء کان متعلما أو معلما إحياء بيئة اللغة العربية حتى تعم الفائدة ويسهل حصول الغاية والهدف. فالكلام حول إحياء البيئة سهل ولكن تطبيقه لیس بسهل، بل يحتاج كل واحد من المعلمين والمتعلمين إنفاق أكبر قدر من مجهودهم تجاهه. ولله الحمد والمنة على أن المدرسة التي أنا فيها تهتم بإحياء بيئة اللغة العربية وتلزم كل واحد من الدارسين والمتعلمين والأساتذة النطق باللغة العربية في كل وقت. ومع ذلك يوجد هنالك بعض التقصيرات من الجانبين، فنحاول إزالة ذلك التقصير تجاه إحياء بيئة اللغة العربية.
والكلام الذي ذكرته كتمهيد يقربك من فهم ما سأقوله الآن، وهو أن اليوم كان يوم الخميس والدراسة عندنا تكون في مثل هذا اليوم نصف يوم. فبعد الظهر تكون الإجازة من قبل الإدارة، فالطلاب يشتغلون في غسل الثياب وإنجاز أمورهم. وذلك لأنهم عادة في وسط الدراسة لا يجدون فرصة حتى يكملوا أمورهم الشخصية، فيجعلون يوم الخميس والجمعة لإنجاز أمورهم.
ولما ذهبت اليوم إلى محل الوضوء رأيت طالبين جالسين يغسلان الثياب وأمامهم قارورة المشروب الغازي، فكانا يشربان ويتحدثان ويغسلان الثياب، ولكن حديثهما كان بغير العربية، فوقفت قليلا حتى أتأكد من رطانتهما فلما تأكد لي أنهما بالفعل يكلمان بغير العربية قلت لهما: لماذا تكلمان بغير العربية؟ هل تريدان إفساد بيئة اللغة العربية المباركة! ثم طلبت منهما بطاقة المدرسة حتى أعرض اسميهما يوم السبت أمام أستاذنا فيحاسبهما، فأعطياني البطاقتين وانصرفت إلى غرفتي. وقد انتشر هذا الخبر في المدرسة بأكملها فاستقام الجميع ثم مارأيت أحدا ناطقا بغير العربية. فلو يأخذ كل واحد منا مسئولية الحفاظ على بيئة اللغة العربية لكانت محفوظة من فسادها، وتكون حية.