في كل أسبوع لنا يومان للعيد: من سلسلة يومياتي بقلمي.
المجتمع الذي أعيش فيه هو مجتمع الطلاب، فعيشي فيه، وأسمع في المجتمع الأمور العجيبة والغريبة فأحاول تدوينها ولكن يعرقلني بعض الأمور الأخرى ويمنعني من كتابتها، ثم بمرور الوقت أنساها فلذلك اليوم أخذت الحاسوب حتى أدون ما سمعته اليوم من طالب. وذلك المسموع يقرع سمعي مرارا وتكرارا وفي كل عام تقريبا أسمع ذلك الكلام. فأراد قلبي أنه لو يسجل لكان أفضل، فنظرا إلى إرادة قلبي بدأت تدوين ذلك الكلام الذي نطق به أحد طلاب العلم اليوم.
كان الوقت وقت ظهير وكنت عائدا من الجامعة فالعرق كان يسيل على وجهي وعلى جسدي وفي يدي عصا، ومسكني في الطابق الثالث من المنزل وكانت عندي حقيبة الحاسوب، فرأيت طالبا فأشرت إليه والتمست منه مساعدتي حيث جاءني وأخذ مني حقيبة حاسوبي، وبدأت أصعد على درجات السلم وذلك الطالب ما كان يصمت، بل كان يكلمني وكنت أعاني مشكلة في الصعود وفي نفس الوقت في الكلام لأنه يصعب علي الكلام والتنفس في آن واحد. فوددت أنه يسكت ولكنه ـ ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ـ لم يكن راضيا بسكوتي وكأنه حلف بالله أنه يتواصل معي بالكلام، فأُجْبِرْتُ بتحريك رأسي عند كلامه، حتى قربت من الدرجة الأخيرة من السلم. فمكثت حتى أتنفس قليلا، فوجه ذلك الطالب إلي كلاما أعجبني وقد صدق فيه، وهو أنه كان يقول: يا شيخ، في كل أسبوع لنا يومان للعيد. فحرت قليلا ثم استفسرته كيف؟ فقال لي: يوم الخميس ويوم الجمعة حيث دراستنا تكون نصف يوم الخميس ثم تكون إجازة ويوم الجمعة يوم كامل للإجازة الرسمية، فضحكت قليلا ثم قلت له: صدقت فيما قلت، فإنهما يومان للعيد لكافة طلاب العلوم الشرعية.