اليوم الثاني عشر: من يومياتي في شهر رمضان عام 1442هـ
اليوم الثاني عشر من رمضان
أتذكر جيدا أنه لما كان أول يوم من شهر رمضان فكنت متفكرا بأن هذه الأيام أيام الحرارة، وفوقها شهر رمضان، فما ذا يحدث معي خاصة، وكيف أقضي شهر رمضان؟ ما كنت أدري؟ ولكن اليوم لما حسبت الأيام الماضية من رمضان فدهشت حيث إن اليوم هو اليوم الثاني عشر من رمضان، وقد مضت العشر الأول بتمامه بخير وسلامة، فدعوت الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يوفقني صحة وسلامة حتى أصوم شهر رمضان بأكمله، والله هو الموفق.
ماذا رأيك لو تكون حرارة من جانب، ومن جانب آخر تتعطل مروحة غرفتك فبماذا تشعر حينئذ بغضب؟ طبعا يشتد غضبك في داخلك دون أن تفعل شيئا، فهذا هو نفسه الذي حدث معي اليوم. وإليك تفاصيل قصتي: لما خرجت من الغرفة صباحا للوضوء فأوقفت المروحة ولكن لما عدت إليها شغلتها فلم تشتغل، فحركتها ودورتها بعصى إلا أن عمليتي هذه لم تفد شيئا، فجلست في الغرفة والعرق يسيل في جسدي ونظري يقع مرارا وتكرارا على تلك المروحة المزعجة والتي لم تتعطل إلا في هذا اليوم، وداخلي ملآن من شدة الغضب ولكن ماذا علي أن أفعل أمام هذه المروحة التي لا حياة فيها حيث لا تسمع كلامي ولا ينفعها صرخي فصرت صامتا منتظرا لمجيء أخي حتى يقوم بإصلاحها.
فبعد ساعة تقريبا جاء أخي فقلت له: انظر هذه المروحة يا أخي، لماذا لا تشتغل؟ ففحصها وأصلحها خلال دقائق، فسألته: ماذا حدث بها؟ فأخبرني أن السلك الذي كان يوصل الكهرباء إليها كان متراخيا والكهرباء لم تكن تصل إليها بكمية مطلوبة فلذلك توقفت، فشكرت الله ـ سبحانه وتعالى ـ على أنه صبرني ثم اشتغلت بأعمالي.
ثم أخذت كتاب دروس اللغة العربية لأطالع درسا جديدا فأثناء مطالعتي إياه جاء ابني الأصغر وخاطبني قائلا: يا أبي، فقلت له: نعم، يا بني، تفضل أسمعك. فقال لي: أبي هل عندك عشر روبيات؟ فقلت له: ما عندي حاليا، ولكن أخبرني ما تريد أن تفعل بها؟ فقال لي: أريد شراء علبة العصير. فقلت له: اذهب إلى جدتك وقل لها: إن أبي يريد عشر روبيات فهي تعطيك إياها. فأجابني قائلا: لا، يا أبي، لا أذهب إليها؟ فحرت وقلت له: لماذا لا تذهب؟ فقال لي: إني أخذت منها عشر روبيات قبل قليل، فإذا ذهبت مرة أخرى هي تغضب علي. فضحكت كثيرا وقلت له: تفضل أنا أذهب معك، فذهبت معه وقلت لأمي الحبيبة: يا أمي لو أعطيت ابني عشر روبيات لأكون شاكرا لك. فقالت: طيب، أعطيه ولكن أخبرني لما ذا أنت ضاحك؟ فأخبرتها كل تفاصيل مما دار بيني وبين ابني من الحديث، فضحكت بنفسها، وقالت: نعم، إنه لا يزال صغيرا. فشكرتها ثم عدت إلى غرفتي مرة أخرى.