اليوم الثاني: من يومياتي في شهر رمضان عام 1442هـ
لما قرب وقت صلاة العشاء جددت وضوئي وكنت منتظرا لمجيء أخي فما إن جاء ذهبت معه إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، فأديت الصلاة والتراويح ثم التقيت أمام المسجد ابن عمتي، وكان يدعوني إلى بيته لشرب الشاي، ولكني منعته على أن لدي عملا فإذا ذهبت معك فربما لا أدرك ذلك العمل ثم يكون إنجازه علي صعبا، فرضي وقبل عذري وأذن لي بالذهاب. فجئت من المسجد إلى البيت، فما إن دخلت حتى سمعت أن أمي الحبيبة كانت تقول لأختي الكبرى: عندي صداع، فأريدك أن تعدي لي كوب الشاي فمباشرة قلت لها: أنا أيضا يا أمي، فقالت: نعم، كوبين. المهم هكذا وجدت اليوم كوب الشاي بعد التراويح، ثم طالعت الجزء الثاني من كتاب "خلاصة القرآن" لمولانا محمد إلياس كمهن ـ حفظه الله ورعاه ـ ثم نمت.
وعلى تمام الساعة الثالثة والربع صباحا استيقظت وصليت ما تيسر لي من الصلاة وتلوت القرآن الكريم، ثم بعد ما تم إعداد المائدة ذهبت لتناول السحور، فتناولته ثم ذهبت إلى المسجد لأداء صلاة الفجر فحدث اليوم أمر غريب في المسجد، هو أن أحد المصلين كان جواله على الرنين، فلما كنا في الركعة الثانية رن جواله، فأغلقه، ثم جاءه اتصال مرة أخرى ورن جواله، وهكذا خمس أم ست مرات رن جواله، حتى لما سلمنا فبعد التسليم أيضا رن جواله فظننت أنه ربما لا يعلم إغلاق جواله ولا يعلم وضعه عل الوضع الصامت.
ثم جئت إلى البيت ونمت إلى الساعة الثانية عشرة ثم استيقظت ولكن النعاس لم يكن يفارقني فعدت مرة أخرى إلى النوم حتى الظهر، فأديت صلاة الظهر ورجعت إلى تلاوة القرآن الكريم واشتغلت به حتى صلاة العصر، وخلال هذه الفترة اتصل بي أستاذي من الجامعة، وكان يسألني عن كشف نتيجة اختبار تحفيظ القرآن الكريم والذي قدمته في هذه السنة، فأخبرته بأني فحصت موقع هيئة وفاق المدارس العربية باكستان، وتأكدت بأنه لم تظهر النتيجة بعد.
لما أديت صلاة العصر جاء ابني الأصغر وطلب مني مبلغا ليشتري العصير، فقلت له: أولا قبلني ثم أعطيك مبلغا فصعد على سريري وقبلني وأخرج من جيبي خمسين روبية، ثم ذهب مع أخيه إلى الخارج ليشتري العصير، فاشتراه وشربه، وجاءني مرة أخرى ولكن هذه المرة قلت له: لا، غدا أعطيك مبلغا ثم تشرب العصير، فرضي وذهب إلى المائدة التي تم إعدادها للإفطار، ثم ذهبت إلى المائدة وجلست مع أمي على السرير للإفطار، أما أبي وإخوتي وأخواتي وأسرتي كلهم جلسوا على الأرض أما أنا فلا يمكنني الجلوس على الأرض بسبب ألم في رجلي وكذلك أمي الحبيبة فنحن جلسنا معا على السرير وأفطرنا معا. فهكذا قضيت هذا اليوم بكل بهجة وفرحة وسرور.