أول يوم: من يومياتي في شهر رمضان عام 1442هـ
غربت الشمس وقد دخل وقت صلاة المغرب، وأنا لم أتمكن من الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة بسبب مرض، فبقيت في غرفتي وأديت صلاة المغرب، وكنت على يقين أن اليوم سوف يرى هلال رمضان، وذلك لأن أمس شوهد هلال رمضان في المملكة السعودية العربية، فما إن مضت لحظات إلا وقد جاء الاتصال في جوالي، فلما رأيت اسم خالي على شاشة الجوال ردت عليه دون تأخر قائلا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فحيا علي بأحسن منها قائلا: كيف حالك؟ هل رأيت هلال رمضان؟ فقلت له: حالي جيد، ولم أر هلال رمضان لأني لم أخرج إلى المسجد اليوم بل بقيت في الغرفة، فبشرني بأنه رآى هلال رمضان وهنأني فأنا أيضا هنأته بمناسبة حلول رمضان، ثم قرأت دعاء رؤية هلال "اللهم أهله عليها باليمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى، ربي وربك الله.
ثم اتصلت بأخي وطلبت منه أنه يأتي بالسيارة حتى أذهب إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، فأحضر السيارة قبيل إقامة الصلاة بربع ساعة، وحملني من البيت إلى المسجد. ولما دخلت المسجد ثلج صدري بكثرة المصلين، ثم جلست على الكرسي حتى أقيمت الصلاة، فأديت صلاة العشاء والتراويح مع الجماعة، والجدير بالذكر هنا أن الإمام صلى بنا التراويح وقرأ فيها قراءة خفيفة حيث بدأ من سورة الفيل وأنهى عشر ركعات بسورة الناس، ثم بدأ مجددا بسورة الفيل وأنهى عشرين ركعة بسورة الناس، وكان سريعا في القراءة حيث فرغنا من صلاة التراويح خلال نصف ساعة.
وبما أن ذلك المسجد الذي أديت فيه صلاة العشاء والتراويح كان أمام المستشفى الذي يعمل فيه أخي الأكبر، فهو أيضا كان معنا شريكا في الصلاة في نفس المسجد، فما إن رآني إلا وطلب مني بالمجيء إلى مكتبه، فذهبت معه إلى مكتبه في المستشفى وطلب الشاي فشربنا معا وتحدثنا في بعض من الأمور، ثم استأذنته بالانصراف إلى البيت فأذن لي قائلا: بأنه يأتي إلى البيت بعد قليل، فعدت إلى البيت ثم أخذت كتاب "خلاصة القرآن" لمولانا محمد إلياس الكمهن ـ حفظه الله ورعاه ـ وطالعت من ذلك الكتاب خلاصة الجزء الأول من القرآن الكريم، ثم استلقيت على فراشي، وقد خطر في بالي أنه يجب علي كتابة كل يوم في رمضان، وأسميه "يومياتي في رمضان عام 1442هـ" وقد وقت المنبه أيضا على الساعة الثالثة إلا ربعا حتى أستيقظ وأتلو ما تيسر لي من القرآن الكريم، ثم نمت.
وعلى تمام الساعة الثالثة استيقظت على رنين المنبه والذي كان مستمرا من ربع ساعة، فتركت فراشي وذهبت للوضوء ثم عدت وصليت كل ما تيسر لي من أداء الصلاة، وتلوت القرآن الكريم، وعلى تمام الساعة الرابعة صباحا جاء أخي لمناداتي إلى المائدة للسحور، فذهبت إلى المائدة وتسحرت ثم أديت صلاة الفجر مع الجماعة، ونمت، وقد صار ذلك النوم طويلا حيث استيقظت على الساعة الحادية عشرة نهارا ثم اشتغلت بتلاوة القرآن الكريم إلى صلاة الظهر، وأديتها ثم رجعت إلى النوم مرة أخرى لساعتين، وعلى تمام الساعة الرابعة مساء توضأت وسمعت مراجعتي لأحد زملائي عبر الجوال، وكنت منتظرا لمجيء دوري لتسميع درس اليوم من القرآن الكريم، فلما حان دوري سمعت أستاذي عبر الشبكة درس اليوم هو ثلاث سور أقصد سورة الطور والنجم والقمر من الجزء السابع والعشرين، ثم أفطرت وأديت صلاة المغرب، فهكذا قضيت هذا اليوم حافلا من الأمور التي ذكرتها سالفا.