هل ما زالت الدنيا مليئة من أناس طيبين؟!
ما شاهدته اليوم لم تصدقه عيناي، وللحظة واحدة ظننت أن عيني تكذبان، ولكن الحقيقة لا تخفى مهما يكن الأمر، فإن ما شاهدته اليوم كان مبنيا على الحقيقة، وتيقنت بأن الدنيا مليئة من مثل هؤلاء الذين يعتنون بالآخرين ويهتمون بهم. فوجود مثل هؤلاء الناس ليسوا فقط في حي واحد، أو في مدينة واحدة أو في بلد واحد، بل وجودهم لا بد في كل بلد وفي كل مدينة وفي كل حي وفي كل قرية، نعم، إنها هي الحقيقة.
إن عقارب الساعة الجدارية كانت تشير إلى الساعة الخامسة مساء، وقد دخل وقت صلاة العصر، ووقت إقامة صلاته في مسجد حينا هو على الساعة الخامسة والربع، فأسرعت في الوضوء، ثم توجهت إلى المسجد، وهو على مسافة سبع دقائق من بيتي، فخرجت قبل الموعد حتى أدرك الجماعة، فلله الحمد والمنة أدركت الجماعة، وصليتها معهم، ثم رجعت إلى البيت.
فأثناء رجوعي لاحظت أمرا مدهشا، وهو تسرب ماء البالوعة إلى الطريق، وكان الناس يمرون وأصحاب الدراجات أيضا يسوقونها، فلما اقتربت من ذلك المكان وأردت المرور حتى لا يصيبني ذلك الماء النجس فظهر أن إحدى الدراجات النارية كانت قادمة، فما إن رآني صاحبها وسائقها حتى خفف سرعتها، ولكي لا يصيبني ذلك الماء بسبب مرور تلك الدراجة، فكان اهتمامه بي واعتناءه بي قد ملك قلبي حبا، وعمله هذا قد أجبرني على قول إن الدنيا لا تزال مليئة من أناس طيبين، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعا من أناس طيبين، وأن يعم الخير في كل مكان وفي كل زمان.