قضايا المعلمين المعاصرة، بين التحديات والأزمات
الغرض الأساسي من التعليم هو تطوير الشخص عقليًا وجسديًا وروحيًا، الوقت في حاجة إلى المعلمين المؤهلين لمساعدة الطلاب في الحصول على التعليم، التعليم ليس مجرد اسم لنقل المعلومات إلى أذهان الطلاب ولكن أيضًا اسم لتنوير عقولهم وتعليمهم طريقة التفكير الصحيحة وخلق الأذواق العلمية فيهم والعيون النقدية وتمكينهم من الاجتهاد الفكري.
لذلك لا يمكننا تحقيق هذه الأهداف ما لم يكن لدينا معلمون مؤهلون ماهرون مدرَّبون. ثم المعلم الحقيقي هو الذي يكشف عن المواهب الخفية لدى الطلاب ويثريهم بثروة من الوعي والمعرفة والفكر؛ كما قال روبرت فروست: "أنا لا أدرّس، بل أنبّه". فإن المعلمين الذين أدوا واجباتهم بشكل جيد، ظل طلابهم ممتنين لهم حتى أنفاسهم الأخيرة.
تلعب العديد من العوامل دورًا في التكوين التربوي وتدريب الطلاب، بما في ذلك تدريب الأمومة والبيئة والأصدقاء والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام، لكن أهمهم المعلمون الذين بدونهم لا يمكن تنمية الطلاب والمجتمع وتكوينهما.
ينبغي للمعلم أن يكون ماهرًا في مجال التدريس كما يلزم في مادته العلمية.
ثم ينبغي أيضًا للمعلم أن يعرف كيفية تدريس المادة مع إتقان كامل للمواد التي يدرّسها.
وأن يعلم ما هي أفضل طرق التدريس المستخدمة؟ وما هي إيجابيات وسلبيات هذه الأساليب؟ وأيضا أن يعرف المعلم ما هي الوسائل والموارد التي لديهم وكيفية استخدام هذه الموارد؟
ثم الأهم في هذا العصر الحديث أن يكون المعلم قادرًا على استخدام أحدث التكنولوجيا التعليمية والتراسلية، وعلى التدريس في غياب أي مرافق.
يقول أفلاطون :
"إن أفضل نظام التعليم أهم شيء لبناء أفضل مجتمع، لكن من ناحية أخرى، يخضع نظام التعليم في أي مجتمع للمعايير الثقافية العامة لذلك المجتمع"
وبحسب العلامة محمد إقبال:
"إن واجب المعلم أصعب وأهم من جميع الواجبات الأخرى، لأنه بين يديه مفتاح جميع أنواع الفضائل الأخلاقية والثقافية والدينية، ومصدر كل أنواع التنمية الملَكية هو عمله الجاد".
هناك طرق مختلفة للتدريس، والدوام على طريقة واحدة من هذه الطرق غير مناسبة لكل موقف وبيئة، بل يجب على المعلمين الاعتماد على الطريقة الأكثر فائدة حسب الأوقات والظروف المختلفة: والطريقة الأكثر فائدة للطلاب هي الطريقة التي يمكنهم بها فهم الدرس وأفضل طريقة للمدرسين هي الطريقة التي يمكنهم بها تفهيم الدرس بسهولة، إن اتباع نفس طريقة وأسلوب التدريس دائمًا أمر يجعل الطلاب كسالى وقلقين.
وإنما يمكن تحقيق هذه الأهداف باعتماد أسلوب وطريقة جديدة للتدريس والتعليم، ويفوض المعلم الطلبة بعض الواجبات لبقاء النشاط فيهم، لا تقتصر مهمة المعلم على تدريب الطلاب وتصحيحهم، ونقل المعلومات وإرساء الانطباع عن شخصيته المثالية فقط، بل ويقدّم حقائق صلبة بطريقة ملونة، ويجعل تعليمه ممتعًا بملاحظاته الذكية وجُمله اللطيفة، ويجتهد أن يجعلها جذابة.
من سمات مهنة المعلم أنها تميّزه عن جميع المهن الأخرى تقريبًا، فإنه يقف مباشرة على قلب تلميذه وعقله وروحه، ويتأثر التلميذ بشكل غير مباشر بشخصيته وفلسفته في الحياة وسلوكه، يرجو المعلم من المتعلم الخير والفوز حيث يغادر الآخرون، وينعش حيث يتعب الآخرون، ويُرِى الضوء حيث يشكو الآخرون الظلام.
أصبح التعليم في هذا العصر حرفة ومشغلة أضر بشدة بمنصب المعلم. ووظيفة المعلم ليست فقط تعليم الأطفال ولكن تدريبهم أيضا، إن دور المعلمين في تدريب الأطفال قد أخذ في التضاؤل، وهذا الأمر مما يحتاج إلى إعادة النظر والفكر فيه لمرة ثانية.
يتمتع المعلمون بمكانة مهمة جدًا ومحترمة في عملية التدريس، يظل المعلمون على اتصال بمهنتهم ويجعلون الجيل الجديد جيلا متمدنا لائقًا والشخص إنسانا كاملا من خلال نقل المعرفة والتعاليم الجديدة، التدريس ليس مهنة بدوام جزئي لكن بدوام كلي للعمل الشاق العقلي والبدني والممارسة من أجل رفاهية طلابهم.