إلی ثورة كتابية بناءة!
اليوم تمس الحاجة إلی إقامة الثورة الكتابية، فقد آن الأوان أن تقوم هذه الثورة المباركة في أرجاء المعمورة باللغة العربية الخالدة التي تحتوي سعادة ركب البشرية، اللغة التي تتضمن سلامة العقيدة السليمة، هذه الثورة تستلزم إقامة الدورات التدريبية للعلماء و الدارسين، أن يتدرّب العلماءُ و الدارسون على إتقان اللغة العربية كتابة و حواراً، و توفّر لهم الجامعات كافة الآليات لتدريبهم و تنشئتهم و تطوير مهاراتهم و قدراتهم الذاتية، الأعداء استغلوا كافة وسائلهم لمحاربة الإسلام، الأجهزة التبشيرية بدأت مخططاتها الخبيثة في مصر و إفريقيا لتنصير المسلمين، قد تمس الحاجة إلی إقامة هذه الثورة، أن يقوم الأدباء و معلمو لغة الضاد لنشر اللغة العربية و تربية الجيل المثقف المؤمن، و يثقفوا شبابنا و طلابنا بالثقافة الإسلامية، و أن يعرِّفوا لهم مكايد الفكر الغربي الماكر.
هذه الثورة تحتاج إلی دراسة الفكر الغربي و مخططاته الخبيثة، أن يهتم العلماء بمطالعة الثقافة الغربية و الغزو الفكري، و يدرسوا المأسونية و الليبرالية و الصهيونية العالمية، يتعرفوا علی خططهم و مؤامراتهم، تحتاج هذه الثورة إلی توفير مكتبة ضخمة للكتب الفكرية التي تهدف بناء جيل المستقبل، و يوقظ العلماء كل أسباب بناء الرجال المؤهلين لقيادة جيل المستقبل، و استغلال طاقاتهم الخصبة في هذا الميدان العملي.
هذه الثورة تقام بتربية هؤلاء الأدباء الذين يملكون العاطفة الدينية و القومية، تتغلغل فيهم الغيرة و الحماسة الدينية و الاستماتة في سبيل الله تعالی، عواطفهم الجياشة تحرك ضمائرهم للدفاع عن الإسلام، أن يستغلوا الأدب و اللغة و الكتابة لنشر الإسلام و رد الشبهات المستوردة التي هي وليدة ترهات مستنقع الحضارة الغربية، و أن يقاوموا الحركة التبشيرية و يردوا علی أنتريات المستشرقين، هناك قضية هامة من أخطر القضايا التي يتعرض لها الشباب هي قضية التنصير و التهويد، لذا نحن نحتاج إلی ثورةٍ تقاوم هذه القضية.
هذه النهضة التي ندعو إليها ستؤدي دورها الحاسم في نشر القيم الإسلامية و إزالة الشبهات التي يوردها المستشرقون، ستوقظ المسلمين من كبوتهم، لذا لو تأهب العلماء و المدربون و درّبوا الطلاب اللغة و الكتابة، و رسموا لهم مسيرة حياتهم الدعوية لَقامت هذه الثورة، يمكننا أن نستغل هواتفنا الذكية لهذه الثورة الكتابية، ننشر مقالاتنا فيها و نوصل صوتنا إلی المسلمين، نحن ندعو كافة الرجال إلی هذه الثورة، نحارب التبشير و التنصير علمياً و فكرياً، أن تقوم الجامعات و المؤسسات و الهيئات الإسلامية لتنشئة الجيل المتضلع في دراسة المؤامرات الغربية، لاتقام هذه الثورة الكتابية إلا بعد أن نتضلع في اللغة العربية و الأدب بها.