التكاتف الاجتماعي في مواجهة كورونا
اتخذت معظم الدول في العالم إجراءات حاسمة بشأن احتواء أزمة كورونا، الكثير أغلقت حدودها وحظرت التنقل، وأوقفت التصدير والتوريد وغيرها من الإجراءات التي قد تسبب إيقاف فشو هذا الفيروس.
ومن القرارات التي اتخذتها بعض الدول فرض الحجر الصحي ومنع التردد وإغلاق المحال التجارية. وذلك بتوفيرها احتياجات المواطنين لمدة معينة شريطة ألا يمارسوا أي نشاط تجاري وعمل مهني خارج البيت ريثما يتسنى للحكومة احتواء الأزمة، ولكن في كثير من الدول مع توقف النشاط التجاري لا يوجد أي دعم مادي من قبل الحكومة لتدارك الخسارة التي تلحق بالناس إثر توقف العمل.
في مثل هذه الظروف والحالات التي يفقد كثير من الناس مهنتهم فلا يجدون ما يتقوتون به ويعانون الجوع والفقر الشديد بحيث لا يقدرون على شراء خبز أو شراء أبسط الأشياء، يأتي التعاون والإيثار والتعاضد والتكاتف الاجتماعي ليسد الفراغ ويضمد جراح الفقراء والمساكين الذين أقعدهم الضعف عن العمل أو فقدوا مهنتهم لأجل الأزمة.
إن الأيام التي بين أيدينا هي خير أيام للتكاتف الإنساني والأخذ بأيدي العاجزين والقاصرين وتفقد أحوالهم.
ومن المعلوم أن كثيرا منا له أقرباء فقراء عاجزون لا يجدون قوت يومهم فيمكن تفقدهم ورفع حاجاتهم الضرورية، ومثل هذا العمل كما أنه عون للأخ المسلم صدقة لدفع البلاء الذي حل بنا.
ومن حسن الحظ أنه على المستوي العالمي مثلت الدول والحكومات هذا التكاتف في أسمى معانيه فقامت بمساندة بعضها البعض فترى الدول القوية تبادر إلى مساعدة الدول الفقيرة التي قد تعجز عن الوقوف في وجه الأزمة، أو لا تقدر على شراء الاحتياجات الصحية لمواجهة هذا التحدي.
أحسن بنا أن نخص شيئا ولو قليلا إلى من هو أحوج منا لئلا يشعر بالجوع والقلق ولا تلجأه الضرورة إلى التسول.