من طرق إتقان القرآن الكريم
لا شك أن الإنسان قد يتعلم بعض الأمور في حياته من خلال تجاربه دون أن يتوغل في دراستها، وذلك لأنها لم تكن تتعلم من الدراسة، بل تتعلم من ممارستها، وبما أنني أيضا طالب علم أتعلم عدة أمور من خلال تجاربي من حين إلى آخر، فأشارك الإخوة فيها حتى يستفيد منها العامة والخاصة، فالتجربة التي أدركتها اليوم هي مفيدة جدا لطلبة حفظ القرآن الكريم...
منذ أن بدأت حفظ القرآن الكريم ومراجعته أعاني عدة مشاكل ومعضلات فهي لم تكن تحتاج إلى دراسة عميقة، ولا يحتاج لأحد أن يحصل شهادة الدكتوراه على دراستها، بل قد يدركها أصغر طالب في العلم والسن، غير أنني من رغم كبر سني لم أدرك مغزاها ولم أتمكن من حلها، لكن في نفس الوقت لم أيئس، بل واجهتها حسب وسعي وطاقتي ظنا أنني سوف أتغلب عليها يوما من الأيام...
فها هو اليوم الذي كنت أنتظره قد جاء، وتغلبت على أكبر مشكلة كنت عاجزا أمامها في البداية، وحللتها وسحقتها سحقا نهائيا حتى لم تتمكن من العودة إلي مرة أخرى، والفضل كله يعود إلى الله سبحانه وتعالى الذي وفقني لحل هذه المشكلة التي كانت تعرقلني في حفظ القرآن الكريم، وكانت تمنعني من مواصلة دراسته...
لما بدأت حفظ القرآن الكريم ومراجعته من جديد، فكنت أقرأ جزء واحدا مرارا وتكرارا حتى في بعض من الأحيان كنت أراجعه أكثر من ثلاث مرات بالتجويد، وهذا العمل لم يكن سهلا على كسول مثلي لولم يكن فضل الله سبحانه وتعالى علي وكرمه ومنه وإحسانه عز وجل على كسول مثلي، لكن كما قلت: لم أيئس أمام هذه المعضلة التي تشبه الجبال لو كانت في معرض الوجود بل قد تكون أكبر منه....
وبعد مراجعته وتكراره عند ما كنت أسمعه أستاذي فكنت أخطئ أمامه أخطاء لا تعد ولا تحصى، ففي البداية ظننت أنه أمر عادي وأنه من مقتضيات كبر السن إلا أنني أدركت بأنني لم أبلغ إلى سن كبير الشباب، فلماذا أنسى بهذه السرعة، فتفكرت ثم تفكرت حتى نويت مرارا بأنها قد غلبت علي تماما ولا يمكنني عبورها، لكن فضل الله سبحانه وتعالى ومنه علي حتى غلبت عليها واخترعت طريقة لإتقان الجزء...
وهي أنني عينت طالبا يسألني من عدة أماكن من ذاك الجزء فأسمعه وهذه كلها تكون قبل أن أسمع أستاذي فأتقنه إتقانا جيدا، ثم لما أسمع أستاذي فالحمد الله أسمعه إياه دون خطأ وأنا واثق بنفسي، ولله الحمد والمن والفضل...
