اقتباسات من كتاب "مكاشفة القلوب" للإمام العزالي رحمه الله
نعيمك في الدنيا غرور وحسرة وعيشك في الدنيا مُحال وباطل
ها هي الساعة تدق العاشرة ليلا، وأنا جالس بين الإخوة، فكنت متفكرا كي أصطاد موضوعا للكتابة كواجب يومي، إذ رأيت طالبا يقلب صفحات كتاب، فسألته بلا تمهيد ما اسم الكتاب؟ فباشرني بالجواب أنه مكاشفة القلوب في علم التصوف للإمام حجة الإسلام أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي.
فاستعرته منه لمدة بسيطة، فما إن قلبت الصفحات حتى وقع أنظاري على صفحة الحادي والعشرين، فكتب فيها "الباب السادس في الغفلة".
فبدأت مطالعة تلك الصفحة فأحببت أن أكتب بعض الأشياء المفيدة والنافعة، فقرأت قصة يعقوب عليه السلام حين يزوره ملك الموت، قال له يعقوب: يا ملك الموت أ زائرا جئت، أم قابضا روحي؟ فقال: بل زائرا، فقال له يعقوب عليه السلام: إني أسألك حاجة، قال: وماهي؟ قال: أن تعلمني إذا دنى أجلي، وأردت أن تقبض روحي، فقال: نعم، أرسل إليك رسولين، أو ثلاثة.
فلما انقضى أجله أتى إليه ملك الموت، فقال: أ زائرا جئت أم لقبض روحي؟ فقال: لقبض روحك، فقال: أولست كنت أخبرتني أنك ترسل إلي رسولين، أو ثلاثة؟ قال: قد فعلت، بياض شعرك بعد سواده، وضعف بدنك بعد قوته وانحناء جسمك بعد استقامته، هذه رسلي يا يعقوب إلى بني آدم قبل الموت.
مضى الدهر والأيام والذنب حاصل وجاء رسول الموت والقلب غافل
نعيمك في الدنيا غرور وحسرة وعيشك في الدنيا مُحال وباطل
فنحن أيضا مخبرون مسبقا لو ظهرت إحدى العلامات الثلاث، فينبغي لنا أن نكون مستعدين ونكون مستيقظين.
أنا علي يقين أن الله سبحانه وتعالى ينومنا في قبورنا نوما هادئا كما أنه عز وجل قد نومنا في بطون أمهاتنا ولم نكن نشعر بشيء، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للحسنات ويبعدنا عن السيئات، ويرحمنا نحن بعد وفاتنا وموتانا.