لكل شيء دور
بما أنني لست كاتبا بارعا يصعب علي اختيار أسلوب أدبي في كتابة موضوع، فلذا من حين إلى آخر أضطر إلى تركه، فاخترت اليوم أسلوبا سلسا وبسيطا في إيصال أفكاري إليكم.
لا ينكر أحد فيما أقول: إن لكل شيء أهمية في وقته، لكنها تتلاشى مع تلاشي ذاك الشيء، فالإنسان حين تقدمه يخترع أشياء فأشياء، فمن مخترعاته آلة وسيلة للاتصال بين الإخوة، ففي بداية الأمر أنه اخترع آلة تدعى هاتف أرضي، أي خط أرضي، فكانت له أهمية في دوره، فمعظم السكان قد سحبوا خطا أرضيا إلى بيوتهم للاتصال.
ثم طور الإنسان مخترعاته بمرور الزمن، ومر بتجارب حتى أوجد آلة أكثر تطور من آلة قديمة، وكانت تدعى جوال، أو الهاتف النقال، ففي بداية الأمر لم يلتفت إليها أحد لكن بدأت أهمية هاتف أرضي تتلاشى شيئا فشيئا، وبدأ الناس يقتنون جوالات، وذلك لأنه خفيف الوزن وللاسلكي فأينما يذهب صاحبه يحمله معه، أما الهاتف الأرضي فلا يمكن لأحد نقله من مكان إلى آخر، لأنه يكون ثابتا في مكانه.
لكن ما حدث اليوم يذكر ماضينا ويعيدنا إلي أهمية ذلك الشيء الذي كان لها أهمية كبرى في الأيام الماضية، فإن أجهزة الأمن قد أوقفوا الشبكات والخطوط اللاسلكية، بسبب ما للحفاظ على الأمن، فلم يتمكن هنالك عشرات من الرجال استعمال الجوال للمكالمة، فكانوا يقولون: لو كان لدينا هاتف أرضي لما قلقنا.
والذين يستعملون الخط الأرضي لم يعانوا أية مشكلة اليوم، لما أن لديهم كان بديل الجوال، وهو هاتف أرضي...