عاشوراء

ولقد يشهد التاريخ بأن القريش قديما كانوا يغيرون غلاف الكعبة يوم العاشر من المحرم لما أن قلوبهم كانت تكمن عظمة هذا اليوم.

     لقد وردت فضائل كثيرة للعاشوراء أي اليوم العاشر من المحرم في الأحاديث،

     إنه يوم خلص الله سبحانه وتعالى موسى وقومه من فرعون، وغرق فرعون، وكان اليهود والنصارى وقريش مكة يعظمون هذا اليوم أي العاشر من المحرم، وكان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يصوم العاشوراء كما ورد في رواية عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء[1] وكان صلى الله عليه وسلم يرغب الآخرين لصيام العاشر من المحرم.

     ولقد يشهد التاريخ بأن القريش قديما كانوا يغيرون غلاف الكعبة يوم العاشر من المحرم لما أن قلوبهم كانت تكمن عظمة هذا اليوم.

     قبل فرضية صيام شهر رمضان كان صوم العاشوراء فرضا على المسلمين، كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم وهو في مكة آنذاك وحينئذ  بنت النبي صلى الله عليه وسلم وسيدة أهل الجنة لم تكن متزوجة، ولم يكن الحسن والحسين على هذه البسيطة.

     فهذا دليل واضح على أن عظمة المحرم لم تكن لأجل شهادة الحسين رضي الله عنه وإنما كانت تلك الفضيلة له من قبل، وكتب بعض المؤرخين قليلا من الأحداث التي حدثت في العاشر من المحرم، فهي أيضا تدل على فضل هذا الشهر.

     ذكر المؤرخون بأن توبة آدم عليه السلام قد قبلت في يوم العاشر من المحرم، وسفينة نوح عليه السلام توقفت .....، وتم إنقاذ يونس عليه السلام من بطن السمك في هذا اليوم، وقد غفرت خطايا أمته عليه السلام،

     وتم إخراج يوسف عليه السلام من البئر في هذا اليوم، وشفي أيوب عليه السلام من مرضه في العاشر من المحرم، ورفع عيسى عليه السلام إلى السماء في هذا اليوم، وولد إبراهيم عليه السلام في هذا اليوم، وأعطي سليمان عليه السلام الملك، وغير ذلك من الأحداث التي حدثت في هذا اليوم.

     إذن فضل هذا الشهر لم يكن منوطا بقصة كربلاء، كما يظن البعض، وإنما ورد في الشرائع الأخرى أيضا كما ثبت من الأحداث التي أشار إليها بعض المؤرخين، فهذا لا يعني أنني أنكر تضحية قدمها شهداء كربلاء، بل أقول إن ربط هذا الشهر من جميع نواحي بحادثة قتل الحسين رضي الله عنه أرضاه، ه جهل مركب، لا خلاص منه.

     فمن الواضح أن فضل هذا الشهر كان من زمن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام،  ومن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وإلى يوم القيامة يبقى فضله، وجاء في رواية أن يوم القيامة يقع العاشر من المحرم.

ولذلك يقول العلماء  بأنه يجب علينا الاحتياط في الكلام ولا سيما الصحابة كلهم، فالحسين رضي الله عنه كان من أهل البيت، فلو قلل أحد من شأنه يكون إيمانه في خطر، فلا نتحدث فيه ما يقلل من شأنه، بل نقول بأن الله سبحانه وتعالى اختار شخصا عظيما لهذه التضحية العظيمة في يوم عظيم.

     أي الضحية كبيرة، والأسرة كبيرة جدا، وشخصية عظيمة، الحدث أيضا كبير، واليوم الذي حدث الحادث أيضا عظيم.

     نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لفهم الدين، وأن يزرع في قلوبنا حب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. 


[1] الكتاب: مسند الإمام الشافعي، المؤلف: الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس (المتوفى: 204هـ) رتبه على الأبواب الفقهية: محمد عابد السندي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان عام النشر: 1370 هـ - 1951 م

 

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 506
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن

اكتب معنا


يمكننا نشر مقالك على شبكة المدارس الإسلامية، دعنا نجرب!

أرسل من هنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024