قرية مثالية
لا أحد يفهم ما أكتب ولا يصدقني ما شاهدت اليوم، لكن القلم لا يتوقف عن الكتابة، والصفحات لا تمنعني من تسويدها، والحبر لا يمتنع من سيلانه من القلم، وأصابع يدي لا تمل من الكتابة ولا تخلفني عن أهدافي، فلذا أحببت أنقل إليكم ما شادته اليوم...
ذهبت مع زملائي إلى إحدى القرى من إقليم السند" فصرت حائرا حين زرت قرية، بيوتها من الطين، ولم أجد فيها كهرباء ولا أسلاكها، ولا أعمدتها، لكن هي الحقيقة...
لم أجد أي أثر من الأسلاك الكهربائية، ولا أعمدتها، ولم ألمح أية مروحة رغم أنها واقعة في الصحراء، بيد أنها كانت باردة، كالثلج، وهادئة كهدوء قبل عاصفة، ونظيفة كالزجاج، وجميلة كجمال القمر في الليلة الرابعة عشرة.
نعم، إنها قرية لا مثيل لها، ثم قارنت بين القرية والمدينة، توصلت إلى أن البيوت في القرية عادة تكون باردة، بسبب برودة الطين، وذلك لأنها تكون مبنية من التراب والطين، وأبوابها مصنوعة من الخشب، والخشب بالنسبة إلى الحديد بارد، ثم تكون مفتوحة من الجوانب الأربعة ومكشوفة من كل ناحية.
أما البيوت في المدن عادة تكون ساخنة كحرارة النار، لا يمكن العيش فيها دون الكهرباء، فإن انقطعت فيتصبب العرق من كل من فيها، ولا يتوقف ولو للحظة، ثم إنها منسدة ومحبوسة من جميع النواحي، واستخدمت في داخل الجدران القضبان الحديدية، فإنها من ميزاتها تمتص الحرارة لو سقطت عليها أشعة الشمس، فتكون ساخنة إلى المساء.
هذه هي القرية التي كانت سائدة على ألسنتنا اليوم...