كلمة عن ماء زمزم

كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُتْحِفَ الرَّجُلَ بِتُحْفَةٍ سَقَاهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ.

     الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد...

     جلست مع أحد المعتمرين الذي سافر إلى الحرمين الشريفين في شهر رمضان، فتوافق اللقاء بيني وبينه، وتحدثت معه عن سفره إلى الحرمين الشريفين، فمن خلال حديثنا سألني بعض الأمور، أعتقد أنها نافعة للجميع، فوددت كتابتها كي تعم الفائدة.

     فسألني عن ماء زمزم، وهل ثبت من الأحاديث حمله من المكة إلى بلدنا؟ وهل يشرب ماء زمزم جالسا أم قائما؟

     "زمزم اسم للبئر المشهورة في المسجد الحرام، بينها وبين الكعبة المشرفة ثمان وثلاثون ذراعا. وهي بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، التي سقاه الله تعالى منها حين ظمي وهو رضيع، فالتمست له أمه الماء فلم تجده، فقامت إلى الصفا تدعو الله تعالى وتستغيثه لإسماعيل، ثم أتت المروة، ففعلت مثل ذلك، وبعث الله جبريل فهمز بعقبه في الأرض فظهر الماء".([1])

"ثبوت حمل ماء زمزم من الحديث الشريف"

     يقوم كل حاج ومعتمر بحمل ماء زمزم من الحرمين الشريفين إلى بلده، هل عمله هذا ثابت من الأحاديث النبوية أم لا؟

     بالطبع، إن الذي يقوم به الحجاج والمعتمرون أعني حمل ماء زمزم" ليس أمرا غريبا ولا جديدا، بل ثبت من الروايات أنه أمر معهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم:

عَنْ عَائِشَةَ:أَنَّهَا كَانَتْ تَحْمِلُ مَاءَ زَمْزَمَ فِي الْقَوَارِيرِ.([2])

وعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَحْمِلُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَتُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْمِلُهُ.([3])

 وعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً أَحْمِلُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ؟ فَقَالَ:قَدْ حَمَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَمَلَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.([4])

وقد جوز الفقهاء جواز نقل ماء زمزم من الحرم إلى سائر البلاد، كما في بحر الرائق: "وَكَذَلِكَ يَجُوزُ نَقْلُ مَاءِ زَمْزَمَ إلَى سَائِرِ الْبِلَادِ لِلْعِلَّةِ الْمَذْكُورَةِ" ([5])

     قال لي: إن الذي يأتيني ويزورني ويهنئني أقدم إليه ماء زمزم للشرب، هل هذا الأمر أيضا معهود وثابت من الأحاديث الشريفة.

     قلت: نعم، إن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يتحف أحدا فكان يسقيه من ماء زمزم، كما ورد في حديث رواه ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُتْحِفَ الرَّجُلَ بِتُحْفَةٍ سَقَاهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ.([6])

     آداب شرب ماء زمزم

     قد اختلف العلماء في كيفية شرب ماء زمزم، هل الأفضل أن يشرب قائما، أم جالسا؟

     فذهب بعض العلماء إلى أن شربه قائما أفضل، والدليل على ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم وهو قائم"([7]).

والبعض يقول: الأفضل في شرب ماء زمزم هو شربه كغيره، أي جالسا، وأما الذي ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فهو محمول على أنه لبيان الجواز، إما للضرورة، وإما لإخبار جميع الناس أن شربه أيضا من سنن الحج، وإما لإشعار الناس أن فيه شفاء فلا يضر من يشربه قائما.([8])

المهم يجوز شرب ماء زمزم قائما وجالسا.

الدعاء عند شرب ماء زمزم
اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا وَاسِعًا وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ.([9])

 

[1] https://islamqa.info/ar/1698

[2] (شعب الایمان : 3834)

[3] (ترمذی: 963)

[4] (طبرانی کبیر: 2566(

[5] البحر الرائق شرح كنز الدقائق، المؤلف: زين الدين بن إبراهيم بن محمد، المعروف بابن نجيم المصري (المتوفى: 970هـ) (المكتبة الشاملة)

[6]  (حِلیۃ الاولیاء :3/304(

[7] (رواه البخاري)

[8] - http://www.elmedeen.com/read-book-4241&page=32

[9] (دار قطنی: 2738)

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 507
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024