أثر الدعوة إلى الله في حياة الإنسان
اضطجعت على الفراش ناويا القيلولة، لكنني لم أتمكن منها، ولم تكتحل عيناي بنوم , ولو للحظة واحدة، ومن ناحية أخرى بدأت الأفكار تراودني، فتذكرت ما حدث قبل عام، وأنا جالس في مسجدي، وإذ بجوالي يرن، فلما ردت فعرفت من خلال المكالمة أن صوت المتصل لم يكن غريبا علي...
فبدأ يسألني عن اسم المسجد الذي أصلي فيه التروايح، فأخبرته، ولم يعد يخطر لي على بال أن المتصل خرج في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وبعث إلى مدينتي، لكنني فوجئت في اليوم التالي عند ما جئت إلى المسجد قبيل العشاء للتراويح، بأن إحدى الجماعة نزلت في مسجدي لثلاثة أيام، فبعد الصلاة جلست معهم لحظات، ومن بين أولئك الأخوة لاحظت أحدا كان حليق اللحية، وقد أخبرني أن له هذه أول رحلة في حياته، المهم قضوا ثلاثة أيام.
مرت سنة ضربتني فيها أمواج الحياة، فانغمست في لجتها، حتى نسيت ذاك الشاب، ثم بعد عام ذهبت إلى مسجد مدني الذي يقع في كراتشي مساء الخميس، فرأيت شابا متعمما له لحية كثيفة، يصلي صلاة خشوع، فلمحت في وجهه سمات أعرفها، فطفقت أكد ذهني لأتذكر أين رأيت هذا الرجل، فلا أذكر، حتى انقضت صلاته، فدنوت، فإذا هو يبادرني بالسلام والتحية، فأجبته، فقال لي: هل عرفتني؟ قلت: لا. فقال: ها أنا ذا الذي جئت إلى مسجدكم الواقع في مدينتكم، وأخبرتك أنني خرجت مع الجماعة أول مرة، فتذكرت مباشرة، فسألت: ما حالك، وما هذه المعجزة التي قلبتك وأثرت فيك .
ثم قال: بالاختصار ها هي قصتي كلها: أنني صادفت أحد الإخوة في الجماعة ، فتأثرت من أخلاقه وتصرفاته فتبعته حتى غيرت رأيي في الخروج من ثلاثة أيام إلى أربعين يوما، ومن أربعين يوما إلى أربعة أشهر، فوقع في قلبي أهمية اللحية و لم لم ألتحي، فصرت من ذلك اليوم ملتحيا، وصار حالي كما تراني ...