حكاية: كن مثلي كيف أكون مثلك؟
هذه الحكاية مذكورة في كتاب (بكهرے موتی) فلما مررت بها أعجبتني، فأحببت أن أنقلها إلى العربية، ثم أعرضها بين أيديكم حتى تعم الإفادة والاستفادة.
كان يا ما كان في قديم الزمان أبو الحسن سري الدين السقطي، أحد علماء أهل السنة ...
هذه الحكاية مذكورة في كتاب (بكهرے موتی) فلما مررت بها أعجبتني، فأحببت أن أنقلها إلى العربية، ثم أعرضها بين أيديكم حتى تعم الإفادة والاستفادة.
كان يا ما كان في قديم الزمان أبو الحسن سري الدين السقطي، يحكى أنه مرة كان مسافرا إلى مكان ما، فبدأ آثار التعب، والنعاس، فبدأ يبحث عن مكان للقيلولة، فعثر على شجرة ظلها ممدود، فقال (من القيلولة) تحت تلك الشجرة، فلما استيقظ بدأ يسمع الصوت، ففي أول وهلة اندهش ثم بدأ يركز على مصدره، فأخيرا اكتشف له أن المصدر هو الشجرة.
فكانت الشجرة تتحدث معه بأمر الله سبحانه وتعالى، فقالت له : ياسري كن مثلي، فقال السري رحمه الله تعالى: كيف أكون مثلك؟
فأجابت الشجرة قائلة: إن الذي يرمونني بالأحجار فأرميهم بالأثمار. فدهش مفتوحا فمه لمدة، ثم تفكر إن كانت الشجرة حاملة بصفات جيدة، فلما ذا جعلها الله سبحانه وتعالى وقود النار؟ فباردها بالسؤال: إن كنت جيدة إلى هذه الدرجة، فكيف مصيرك إلى النار؟
فقالت: نعم، لدي صفات حميدة، لكن هناك صفة واحدة مذمومة التي لم تعجبه عزوجل، فجعل مصيري إلى النار، ألا وهي أنني أمليت بالهواء هكذا هكذا، أي بسبب ميلان الهواء أميل، فإن كان ميلانه إلى اليمين فأميل إلي اليمين، وإذا كان ميلانه إلى الشمال، فأميل إلى الشمال، أي إنني لم أستقم، فلذا جعل الله سبحانه وتعال مصيري إلى النار.