أهمية الشريعة والحاجة إليها
إن الإنسان لايستطيع أن يعيش كإنسان إلابشريعةإلهية وإلابنورمن ربه، وإن العالم كله ظلام في ظلام إلامن أشرق له نور من ربه، ذلك النور هو نور الأنبياء الذي يهتدي به الناس، ومن لم يهتد به كان في ضلال يخبط خبط عشواء وإن العقائد بغير هذا النور أوهام وأباطيل. انظروا ما شأن عقائد المشركين والكفار واليهود والنصارى وما بال أكاذيبهم وأساطيرهم!
إن إنسانية الإنسان تهون بغيرالشريعة، يسجد للحجر والشجر وكل مايملك لنفسه النفع والضرر وتفسد عقليته ويفسد نظام فكره ويفسد ذوقه ويبطل حسه، وإن المجتمع البشري بدونها يصبح فيه الذئب راعيا والخصم الجائر قاضيا ويصبح المجرم فيه سعيدا حظيا والصالح محروما شقيا وتتولد فيه عادات فاسدة.
أفلا تنظرون إلى المواهب البشرية،كيف تضيع بدون ضوء هذه الشريعة؟ لاينتفع بها فتعود وبالا على أصحابها وعلي اﻹنسانية وكيف تتحول البسالة فتكا وهمجية، والجودُ تبذيرا وإسرافا، والأنفة حمية جاهلية ، والذكاء شطارة وخديعة، والعقلُ وسيلةً لابتكار الجنايات واﻹبداع في إرضاء الشهوات؟
أما رأيتم الملوك الجبابرة يعمهون في طغيانهم، يعمهون بدون شريعة الله الخالدة ويأكلون أموال الناس بالباطل، ويتخذون بلاد الله دولا وعبادالله خولا؟
ألم تنظروا إلى العامة والسادة ممن لايطيعون الله ورسله ولايمتثلون شريعة، ولايتناهون عن الفحشاءوالمنكر، كيف يخونون أمانات الله، وكيف يلعبون بأمواله وكيف يعبثون بحرمات الناس وأعراضهم ودمائهم وحقوقهم؟
إن الشريعة اﻹلهية هي التي تعلم جميع الناس صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم كيف يعبدون ربهم، وتعلمهم آداب الحياة، وآداب الدين، وآداب اﻷكل والشرب والنوم والمجلس وآداب كل شيء.
إن الشريعة اﻹلهية هي التي تربي الناس تربية صالحة، وتثقفهم بثقافة فاضلة سديدة، وتنشئهم تنشئة مرضية وتصبغهم بصبغة الخير والرشد، وهي التي تحرم على الناس الخبائث وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وهي التي تحرم الظلم والجور والعنف وهي التي تدرس الناس دروس اﻷمن والسلامة.