إن الإنسان كما يقولون حيوان ناطق، وليس النطق أن يخرج الحروف ويصفَّ الكلام، بل أن يعرف كيف يتكلم، ورب كلمة تدخل الجنة، وكلمة تدخل النار وكلمة أنجت من القتل وكلمة دفعت صاحبها إلى القتل
هذه المقالة وهي للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى، وأعلى درجاته وجمعنا وإياه في جناته. وهي بعنوان (بعد الخمسين) ويتحدث فيها الشيخ في يوم ميلاده عن الدنيا وحال الناس معها.. قراءة ممتعة!
كان أعظم شاعر في الدنيا ..هتف للجمال وغنى للحب وصور نوازع النفس وصبوات العقل ولعات الهوى ولذات الوصال ولقد قرأت أكثر اشعار لامارتين وموسه وبيرون وغوته فما وجدت فيهم من قال في هذه المعاني أدق ولا أرق ولا احلى ولا أشرف مما قال شاعرنا….
على أننا إذا تلفتنا إلى الماضي، فلا نلتفت إليه لنرجع القَهْقَرى، ونمشي إلى الوراء، بل لنستمد منه القوة على السير سعياً إلى الأمام، إلى الأمام لنربط بين الماضي المجيد، والمستقبل المجيد، إلى الأمام لنصل مجدنا الجديد بمجدنا التليد.
والله الذي خلق هذه المخلوقات التي يعجز العقل عن تصور مدى كبرها، خلق أخرى يعجز عن تخيل مدى صغرها، ففي الذرة التي لا تراها العين شبه هذه الفضاء، فيها قريب مما فيه من الأجرام الدقيقة التي تمشي على نظام قدَّره رب العالمين، يدور بعضها من حول بعض، تتقارب وتتباعد، وتختلف وتأتلف، على قانون محكم وضعه رب العالمين، وفي الخلية الحية وما كشفوه فيها من المورِّثات التي تنقل بعض الطبائع والسمات من الآباء إلى الأبناء آية أخرى.
ثم إن أولى ما ينبغي أن يتحلَّى به الواعظ، أن يبدأ بنفسه فيعظها، وأن يخلص قوله لله وعمله، وأن يفرغ من شهوات نفسه، فلا تملكه شهوة الشهرة والجاه، ولا شهوة الغنى، ولا شهوة النساء، وأن يكون في فعله أوعظ منه في قوله.
فلا يأمر الناس بالزهد، ثم يخالفهم إلى ما زهَّدهم فيه، فيزاحم المتكالبين عليه.
لبثت اعرض هذه المواكب من الأفكار، حتى تعبت ومللت، فألقيتها كلها في الصحراء، وجلست أفكر في الصحراء وحدها...
نظرت إليها وهي متمددة على سرير الجزيرة الواسع، نائمة ، فامتلأت إكبارا لها وإعظاما، ثم فكرت أن لو فتحت الصحراء عينها، أكانت تبصرني، وتحس بوجودي ؟ أأشعر انا بوجود نمله حملتها الريح فطارت بها
هذه المقالة المؤثرة نشرها الشيخ علي الطنطاوي قبل أكثر من نصف قرن بعد أن مر بحالة غرق كاد أن يفقد حياته لولا عناية الله.. وننشرها هنا بالصفحة باعتبارها وثيقة فيها كل الاعتبار والعظة
وباب الاطمئنان، و الطريق إلى بلوغ حلاوة الإيمان هو الدعاء، ادع الله دائماً، و اسأله ما جلّ ودقّ من حاجتك، فإن الدعاء في ذاته عبادة، و ليس المدار فيه على اللفظ البليغ، و العبارات الجامعة
البناء العظيم يأتي عليه يوم يتخرب فيه، و يرجع تراباً، و الدوحة الباسقة يأتي عليها يوماً تيبس فيه، و تعود حطباً، و الأسد الكاسر يأتي عليه يوم يأكل فيه من لحمه الكلاب، و سيأتي على الدنيا يوم تغدو فيه الجبال هباءً، وتشقق السماء، و تنفجر الكواكب، و يفنى كل شيء إلا وجهه.
فلنأخذ مما كان درسا؛ فإن المصيبة إذا أفادت كانت نعمة. ومتى صلحت أخلاقنا، وعاد لجوهرنا العربي صفاؤه وطهره، وغسلت عنه الأدران، استعدنا فلسطين، وأعدنا ملك الجدود.
القصة رائعة جدا فى أسلوبها الراقى ، فى تنامى الأحادث وتسلسلها ، هذا من الناحية الأدبية
من ناحية الفوائد فالقصة تحمل أسمى المعانى الإسلامية وتقدمها للقارىء بأسلوب راقى
رحمك الله يا طنطاوى لقد أتعبت الأدباء من بعدك !
قال الشيخ علي الطنطاوي: أما الحرب التي تواجه الإسلام الآن فهي أشد وأنكى من كل ما كان، إنها عقول كبيرة جداً، شريرة جداً، تمدها قُوى قوية جداً، وأموال كثيرة جداً، كل ذلك مسخَّر لحرب الإسلام..
فلما رأته أمه بكت وقالت: إبراهيم حبيبي؟ ومدّت يديها وهمّت بإلقاء نفسها عليه. فتخلى عنها ونفض ما مسته من ثوبه وقال لزوجته كلمة بالفرنساوي، سألنا بعد عن معناها فعلمنا أن معناها (مجانين).
محمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الذي جمع العظمة من أطرافها، وما من أحد من هؤلاء إلا كانت له نواحٍ يحرص على سترها، وكتمان أمرها، ويخشى أن يطَّلع الناس على خبرها، نواحٍ تتصل بشهوته، أو ترتبط بأسرته.
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.