خاطرة للأمة بخصوص زكاة الفطر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خاطرة للأمة بخصوص زكاة الفطر
يوجد فرق بين النص وفقه النص، إن كان النص لا تحتف به قرائن تجعله يحتمل التأويل فهو نص تعبدي لا يجوز التدخل فيه. وإن كان نصا تحتف به قرائن ترجح تأويله وتفتح الباب للفقه والفهم والاجتهاد؛ فجائز فيه الاجتهاد وإعمال العقل. وحديث زكاة الفطر له قرائن كثيرة تحتف به وتفتح الباب للفقه والفهم والتأويل والاجتهاد. والإمام البخاري أعمل الفقه في النص واجتهد وفهم من خلال القرائن المحتفة به جواز اخراج زكاة الفطر نقدا، فمن يعيب على البخاري في فهمه وفقهه وإخلاصه وهو عالم ثبت حافظ ثقة عدل، تلقت الأمة علمه بالقبول والثقة والاستحسان. ومن يشك في فهم الحسن البصري وعمر بن عبد العزيز رحمهم الله. ولا نقول أن قولهم هو الراجح، لكن في نفس الوقت لا نسقط قولهم، فمن شاء من المسلمين أن يقلدهم فنرجو أن تبرأ ذمته بذلك. ففرق بين كون النص مغلق لا يحتمل الاجتهاد وكون النص منفتح يحتمل الاجتهاد. والقول بعدم الاجتهاد مع النص قول صحيح لكنه مع النص المغلق الذي لا تحتف به قرائن اجتهادية، يمكن للعلماء إعمال الفقه فيها: فقه النص. ولست بصدد التضييق على هؤلاء ولا أولئك، بل أنا بصدد نافذة فقهية اجتهادية أفتحها وأحرص أن تظل مفتوحة ومتاحة ومباحة للعلماء الثقات أمثال البخاري رحمه الله تعالى. وإن كنت عاجزا أن أفهم من النص ما فهمه البخاري فلا يجوز لي أن أتهم البخاري ومن قلده بالبدعية، والضلال...الخ. وهل كل عام سنعيد الكرة ونشعلها حربا ضروسا إلى يوم الدين ونتبادل اتهامات التبديع والتفسيق والتضليل، وقد علمنا أن الأمر مختلف فيه بين أئمة أهل العلم منذ أكثر من ألف عام، فهل نرجو إجماعا بين طلاب العلم الصغار في عصرنا هذا أو مستقبلا ياقوم كفوا عن ذلك الأمة تنزف والخصوم على مواقع التواصل يستغلون أي خلاف ليتدخلوا في التعليقات ويصوبون سهامهم للطرفين لمزيد من الفتنة والاقتتال اللفظي والعصبي والعقلي. كفوا يرحمكم الله لسنا أحرص على الدين ولا أعقل ولا أفهم له من الأئمة العظام أهل الفقه والحديث والأثر في القرون الثلاثة الأولى وما بعدها، كفانا تفيهقا وانغلاقا، دعوا السفينة تمضي، ولا تخرقوها فنغرق جميعا. دمتم طيبين.