مشاعر غامضة !

(ترجمة/تعريب كلمات أردية متشتّتةٌ، جاءت صياغتها قبل سنتين. كلّها شعور غامض وإحساس زائل، ولكنها ليست من الشعر في شئي! ) صحوتُ يوما والغيظُ يسري فيّ كما الدم في العروق يجري عامَلوني في الدنيا كأني أداة، أو عابرُ سبيلٍ من أقاصي البلدانِ ! ومن العجب أن الدنيا دارُ فناءِ وفي آثاره تكمُن أحكامُ الإلهِ، وهي في عين الحق أقل من هباءِ تقول للفاني: "لن تراني" ! ويوما على ظهر الرحيل طائرًا سائرا فی أحلامي، في ظلمةِ ليلٍ بهيمٍ ذاتِ نجومِ، وفاءً بنبی الرحمة، (صلى الله عليه وسلم) سجدتُ للرحمانِ ! السؤال حائر، والحیاةُ زائلة، مزيّنةُ الشهوات، قاصِرةُ الأبعادِ، من ذا الذي يغيب في متاهاتِه، من استهواها ضاع في مجاهيل الزمانِ ! قدرُ الله في خلقه نافذُ، وأنا إليه راجع وسادِرُ شعوري كدستورٍ مستورٍ يحلو لي، مثلَ آدم، فی مرآةِ الجنانِ ! في حياة دائبةٍ ، دائمةِ السَّير، وسطَ مآسیَ وآلامٍ، لفٍّ ودوَرانِ أعدو على جناح الوقت، إلى أجلٍ مجهول الزمان، يجري الوقت، كالشمس والقمر، بحُسبانِ! معالمُ في الطريق، يتغير الواحدُ تِلوَ الآخر، أُواجِه أشكالًا مختلفةَ الألوانِ، تساؤلات وألغاز، تساوِر ذهني من صميم الحياة، وأنا فی مَهَبّ الرياح، کالهائم الحَیرانِ! مجتمع كمجتَمعِ السلاطين، تقليد أعمى، ودُوَنيّة مطلقة، الألسنة أحلى من العسل، والقلوب قلوب الذئاب والفئرانِ. فرَرتُ بنفسي وبذهني ، وعقلي، وبِديني، آویتُ إلى كهوفٍ وغاراتٍ، وسطَ جبال شامخات، كالمحتظر للموت، متأهّبا، شبهَ مُنتحِرٍ، صعِدت القمة، ثم نزلتُ إلى بطونِ الوُديانِ ! قرون من الدهر تمضي جريًا، كأنها مِياه، تسيل فيها حقائق و أوهام، أو كأنها أوراق من خريف، تهبّ في عواصف الحدثانِ ! ألمّت بي آلام وأحلام، كنتُ أنيقا، وأنّى لي الأناقة، ! اصطدمت بألمِ لحقيقة، وصارت كأنها "خبر كان". فسكتُ، ولكن كان سكوتي أنطق لسانِ، واليوم، وقد مررتُ بقوافلَ من الخير، ربّما في طِيف من خَيالٍ ، في ركنٍ من الأركان، قلوبُهم صافية، لوحات خالية، كأنها اللؤؤ أم منحوتة مِن المرجانِ، كنتُ أسمع عنه أطيب الأخبار، كذّبتها الأزمان أين الذين جفوا ديارَهم، هل يتنطّعون بلغة الغرب واليونانِ ! وفي كل مشكلة سرّ ،إذا تدبرت ینادي بأعلى صوتِه، يارحمان ! عوائق الدهر مصائبُ، ولكني ثابتة، لا أتزعزع، كالبنيانِ. همومُ حياةٍ تؤرّقِني، أرى في كل موجَة آثارَ فيَضانِ ! أم قعَدَت بي همتي عن كل مَكرُمةٍ، أم وقعتُ في مصِيدةِ الشيطانِ ! أرى نجومًا فی الأرض، كما الأقمارُ في عَلَياءِ السماءِ، لمّاعة على جبينِ الأفُقِ، كأن الأفق، مشتعل بين نيرانِ! لا يعرف الشوقَ إلا من يكابِده، ولا عوالج الحب إلا من يعانِيها، الشوقُ يغمرني، والحب يقرِصني لم أعُد متزهّدا، كعامة الرُّهبانِ ! كسبُ اليدِ، عَرَقُ الجبينِ، قساوةُ حياةٍ، أم عداوةُ حظوظٍ، أداءاتي أدّت بي إلى شقائی، وفی السکوتِ خطاب، وحسنُ بیانِ هتفَ في سمعي لسانُ غيبٍ، سرى في قلبي صريرُ أقلامِ الحق يجول في وادِيه، ولنفسي صولات في سائرِ الوُدیانِ ! تمثّل صمتي العميقُ سؤالًا، ماذا أنا ؟ ومن ولماذا؟ وماذا بعدُ؟ وكان الجوابُ خيرَ دليلِ، من كان لله كان في ذمةِ الرحمانِ ! سِرب من الطیور رأَتني، فضحِكت كالساخرِ مني، وحسِبتُ أنها تهزأ بحالي، قلتُ: لم تجلبوا مني سوى عدواني ! ويا ليت تنكشف الحقيقة يومًا، فأسألها: ما أغلظَكِ ! تركتِ طيري حائِرا فَردا حیث لایمرّ بطيرٍ ولا إنسانِ ! للطير شأن ليس كالشأنِ في نغماتِه أدب وحياءُ محلِّقًا فی فضاءٍ واسعٍ فسيحٍ في عالمٍ، أشبهَ بالروح والريحانِ ! في طيور الدنيا آیات ظاهِرات تغدو خِماصًا وتروح بِطانًا، تغرّد بملء الصوت : الله رزاق، مدبّر العالمين، وخالق الأكوانِ ! تساءلت يوما غارقا فی شعوری مسرورًا بانتمائی إلى ذي الترابِ له شرَف المساسِ بجسم محمد ( صلى الله عليه وسلم) ولكن الإنسان في كفرانِ ! يحتارُ الإنسان لينالَ قوتًا هموم حياةٍ، غمومُ دهرٍ، جروحُ غدرٍ، ودموعُ آهاتٍ، والطيور أحرار، دون أحزانِ ! ترجمة: عبدالوهاب سلطان (من دفتر مذكرات للعام: ١٤٤٢)

شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن

اكتب معنا


يمكننا نشر مقالك على شبكة المدارس الإسلامية، دعنا نجرب!

أرسل من هنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024