نبذة من حياة جعفر ابن ابي طالب
بسم الله الرحمن الرحيم
كان في بني عبد مناف خمسة رجالٍ يشبهون رسول الله (صل الله عليه وسلم)أشدَّ الشبه، وأحد منهم جعفر بن أبي طالب، وهو أخ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكان أبو طالب على رغم من سموِّ شرفِه في قريش، وعلوِّ منزلته في قومه، رقيق الحال كثير العيال، وقد ازدادت حاله سوءًا على سُوءٍ بسبب تلك السنة المجدبة، ولم يكن في بني هاشم يومئذ أغنى من محمد بن عبدالله وعمه العباس فقال للعباس: ياعم إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ماترى من شدة القحط، فقال العباس لقد دعوت إلى خيرٍ، قالا لأبي طالب نحن نريد أن نخفف عنك بعض ما تحمله من عبء عيالك، فقال لهما إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ماشئتما، فأخذ محمد عليا، وأخذ العباس جعفراً، فقد أسلم جعفر وزوجه أسماء بنت عُميسٍ على يدي الصديق ولقي جعفر وزوجة الشابةُ من اذى قريشٍ ونكالها مالقيه المسلمون الاولون،فصبر على الأذى لأنهما كانا يعلمان أن طريق الجنة مفروش بالاشواك مخفوف بالمكارة، واستأذن جعفر بن أبي طالب رسول الله(صل الله عليه وسلم)بأن يهاجر مع زوجته ونفر من الصحابة إلى الحبشة،فاذن لهم وهوأسوان وحزين ،واستقروا في كَنف النجاشي آمنين،فلما بلغ ذلك قريشا،فارسلت إلى النجاشي رجلين جلدين من رجالها،هما عمرو بن عاص،وعبدالله بن ابي ربيعة،وبعث معهما بهدايا كثيرة،للنجاشي وقالا للملك قد ارتد هولاء والذين جائوا إليكم من دين آبائنا،وطلبهم النجاشي فجمعوا قبل الذهاب وقال:بعضهم لبعض إن الملك يسألكم عن دينكم فاصدقوا وأجهروا،ويتكلم منكم جعفر بن أبي طالب ذهبوا وجلسوا أمامها،والتفت النجاشي وقال:ماهذا الدين الذي اخترتموهم؟فتقدم جعفر بن ابي طالب وقال:أيها الملك كنا قوما جاهلية،نعبد الاصنام،ونأكل الميتة،ونأتيالفواحش ونقطع الأرحام،ويأكل القوي منا الضعيف، وبقينا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانه وعفافه،فدعانا إلى الله،لنوحده ونعبده ونخلعَ ما كنا نعبد ،وقد أمرنا بصدق الحديث واداء الامانه،وصلة الرحم،وأمرنا أن نعبدالله وحده ولانشرك به شياً،وأن نقيم الصلاة،ونؤتي الزكاة ،ونصوم رمضان،فصدقناه وآمنابه،فالتفت النجاشي إلى جعفر وقال:هل معك شئ بماجاء به نبيكم عن الله،قال:نعم،قال:فاقرأ عليّ،فقرأ عليه آيات من سورة مريم،فبكى النجاشي حتى إحظت وبتلت لحيته بالدموع،وقال:إن الذي جاء به نبيكم والذي جاء به عيسى ليخرج من نور واحد،ثم التفت إلى عمربن عاص وصاحبه وقال لهما:إنطلقا فلا والله لا اسلمكما.
ياحبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها
الروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها
عليّ إذ لاقيتها ضرابها
------------------------------------
⚘إنا بالغون مانريد وسنجد ما وعدنا ربنا حقا⚘